الأربعاء 2016/05/11

الغوطة تودع أحد ابرز كوادرها الطبية الذي عمل لأجل أهلها وقتل برصاصهم

(الطبيب نبيل الدعاس)،توفي اليوم، في مدينة دوما، متأثراً بجراحه قبل عدة أيام، جراء الاقتتال الداخلي الحاصل بين فصائل الغوطة الشرقية.

حيث تعرض الطبيب نبيل لرصاصة طائشة، استقرت في رأسه، وبقي خلال فترة إصابته في وضع خطر، وعلى أجهزة التنفس، لتعلن مدينة دوما وفاة أهم أطباء الغوطة الشرقية، وفق ما وصفه ناشطون وأطباء ومدنيون.

كما نعى المكتب الطبي الموحد في مدينة دوما، في بيان له ، الطبيب “الشهيد” الذي كان يعمل ضمن كوادر المكتب، واصفاً إياه بأنه “أحد أهم أعمدة العمل الطبي والإنساني في الغوطة الشرقية”.

الطبيب نبيل الدعاس، ولد في مدينة دوما عام 1978، أنهى دراسته في مدارس دوما، ودخل كلية الطب في جامعة دمشق عام 1996، وتخرج منها عام 2002، تابع اختصاصه في مشفى دوما التخصصي، ومارس عمله الطبي في المدينة.

وكان الطبيب دعاس من الأطباء القليلين الذين صمدوا في الغوطة الشرقية، فيما شهدت الغوطة هجرة كبيرة للعقول، جراء الحصار المفروض عليها، والمخاطر الأمنية، وتردي الأوضاع الاقتصادية.

وكان له دور تعليمي إلى جانب جهوده الطبية، فشغل منصب عضو الهيئة التدريسية لجامعة حلب الحرة، وأقام عدداً من الدورات التدريبيبة لصقل خبرات الكوادر الطبية في الغوطة الشرقية.

وقال حسان عيون أحد أعضاء المكتب الطبي في لقاء صحفي مع “أمية برس” في الغوطة الشرقية ، قال: “الطبيب نبيل الدعاس من أهم الاختصاصيين في أمراض النساء وجراحتها، وكان يلبي النداء على مدار 24 ساعة مهما كانت الظروف”.

وأشار طبيب العيون إلى أن “الطبيب الشهيد تلقى عدداً من عروض السفر، ولكنه فضّل البقاء ليخفف معاناة أهالي الغوطة الشرقية المحاصرة”.

توقف الطبيب “الشهيد” عن عمله في 2 مايو الجاري ، لأمر خارج عن إرادته، فرصاصة “طائشة” خرجت من فوهة بندقية “من كان يسعى لخدمتهم فأردته جريحاً ومن ثم شهيداً”.

في ظل الحصار المفروض على الغوطة الشرقية، أصبح الطبيب “عملة نادرة”، يخشى المدنيون من هجرتها أو إصابتها، وخسارة طبيب في الغوطة الشرقية لا يمكن تعويضه، فكيف إذا كان الطبيب أحد أعمدة الطب في الغوطة، وصاحب اختصاص محدود في المنطقة.