الجمعة 2019/03/01

الغارديان: محاكمة بشار الأسد ممكنة إذا أرادت أوروبا

قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن محاكمة رأس النظام، بشار الأسد، لا تزال ممكنة، بمساعدة الاتحاد الأوروبي.

وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتبة ناتالي نوغيريد، اليوم الجمعة، أن السلطات الألمانية والفرنسية اعتقلت في الفترة الأخيرة ثلاثة من أفراد مخابرات الأسد بتهمة التعذيب، وأن هذه الاعتقالات خطوة إيجابية في اتجاه محاكمة رموز النظام الضالعين في جرائم القتل والتعذيب.

وأضافت الكاتبة أن المسألة قد تأخذ وقتاً طويلاً، ولكن المحققين الجنائيين سيصعدون في سلم المسؤوليات إلى أن يصلوا إلى "الديكتاتور المسؤول عن قتل شعبه"، في الأعوام الثمانية الأخيرة، وأن محامين وناشطين يحضّرون في أوروبا بكل حزم لليوم الذي يمثل فيه من ارتكبوا الجرائم في سوريا أمام المحاكم ليحاسبوا على ما فعلوا.

وأشارت الكاتبة الفرنسية إلى أن موازين القوة مالت لصالح الأسد منذ أن تدخلت روسيا وإيران لمساعدته، فقد عملت موسكو على عرقلة جهود الأمم المتحدة لوقف نزيف الدم أو إحالة سوريا للمحكمة الجنائية الدولية، وخذلت الولايات المتحدة السوريين بجمودها أمام الجرائم البشعة، وكذلك كان موقف أوروبا.

وكشفت أن "الحديث الآن كله عن هزيمة تنظيم الدولة، وما الذي ستفعله الدول الأوروبية مع مواطنيها الذين التحقوا بالتنظيم، بينما نسي الجميع معاناة السوريين أنفسهم؛ مثل اختناق الأطفال بغاز السارين وأسلحة كيماوية أخرى، وزنزانات التعذيب، والاختفاء القسري، والمدن والأحياء التي تعرّضت لهجمات بصواريخ سكود والبراميل المتفجرة".

وقالت رئيسة تحرير صحيفة اللوموند الفرنسية سابقاً: إنّ "أحد اللاجئين السوريين تعرّف على واحد من الموقوفين، قال إنه عذّبه في سجن بسوريا، وتلقّى خبر اعتقاله بالدموع والابتسام؛ لأن عملاء بشار الأسد، على حد تعبيره، سيواجهون العدالة في أوروبا".

وتعتبر ناتالي أن طريق تحقيق العدالة للسوريين سيكون طويلاً، "غير أن التاريخ علّمنا أن انتهاكات حقوق الإنسان الجماعية لا تفلت من العقاب مهما طال الزمن؛ فمحاكمة الخمير الحمر (الحزب الحاكم في كمبوديا بين عامي 1975 - 1979) تمت بعد عقدين من وقوع الإبادة الجماعية، وتم إيقاف بينوشي بعد ثمانية أعوام من سقوط حكمه في تشيلي، في حين مات سلوبودان ميلوسيفيتش في السجن، وليس في قصر".

وذهبت إلى أنه إذا لم تستطع العدالة الدولية إنصاف السوريين فإن المحاكم الوطنية تستطيع القيام بهذه المهمة.

وختمت الكاتبة مقالها بأن المحقّقين سيصلون إلى هدفهم، فأمامهم عدد كبير من الأدلة التي سيبحثون فيها لإثبات المسؤولية، وفي أعلاها يجلس الأسد، الذي لا يزال في سن 53 عاماً.

ويواجه نظام الأسد ثورة شعبية، منذ مارس 2011، تسبب نظامه وبمساعدة روسية وإيرانية بمقتل أكثر من نصف مليون سوري؛ بينهم عشرات آلاف النساء والأطفال وملايين الجرحى والمعتقلين، ودُمّرت مدن بكاملها، كما تسبب النظام بتهجير ونزوح زهاء نصف سكان البلاد.

وانتظر الشعب السوري مواجهة النظام برئيسه وقياداته لمحاكمات دولية لارتكابهم جرائم حرب باستخدام أسلحة دمار شامل محظورة عالمياً، بينها السلاح الكيماوي والنابالم والقنابل العنقودية، بالإضافة للقتل تحت التعذيب، لكن ذلك لم يحصل حتى اليوم.