الجمعة 2022/01/21

الشتاء.. امتحان صعب تخوضه مخيمات الشمال السوري كل عام

تتفاقم معاناة النازحين في المخيمات شمالي سوريا في فصل الشتاء مع اشتداد برده، وارتفاع معدل هطول الأمطار، وبدء تساقط الثلوج.

فقد غمرت مياه الأمطار مخيمات يسكنها آلاف النازحين الذين فروا خلال السنوات الماضية من قصف النظام لبيوتهم وأحيائهم، فدفعوا ثمن الابتعاد عن قذائف وصواريخ الأسد بالعيش في مخيمات تفتقد أبسط مقومات الحياة.

ويعمق فصل الشتاء معاناة سكان المخيمات، إذ تسببت الأمطار التي هطلت مؤخراً على شمالي إدلب بتشرد مئات العائلات معظمهم من النساء والأطفال، بعدما سقطت خيمهم وأفسدت الماء أغراضهم.

أما العائلات المحظوظة، فلجأت إلى مخيمات مجاورة لهم فيها أقارب، فسكنوا عندهم ليعيشوا نزوحا آخر، لكن هذه المرة من مخيم إلى مخيم.

وقال محمد حلاج، مدير "منسقو الاستجابة لحالات الطوارئ" (جمعية محلية)، لمراسل "الأناضول"، إن الأمطار الغزيرة ألحقت الضرر بـ 79 مخيما في ريف محافظتي إدلب وحلب شمالي سوريا، مشيرا إلى أن آلاف المدنيين في تلك المخيمات تضرروا من المياه الناجمة عن الأمطار.

وأوضح حلاج أن الثلوج هطلت على بعض المخيمات شمالي البلاد، ما أدى إلى سقوط عدد من الخيام، محذراً من احتمال اجتياح الصقيع للمخيمات في الأيام المقبلة.

علي سعيد، الذي نزح من قرية شحشبو في ريف حماه قبل 3 سنوات هرباً من قصف النظام عليها، قال لـ "الأناضول" إن خيمته غمرتها الأمطار، مشيراً إلى أن خيم 175 عائلة في مخيم شحشبو في ريف إدلب غمرتها المياه أيضا.

وأوضح أنهم قضوا ليلة كاملة بين المياه في المخيم الذي لا تتوافر فيه أية بنية تحتية، إذ حاولت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) سحب المياه من أراضي المخيم.

ولفت سعيد إلى أن عددا كبيرا من العائلات في المخيم انتقلوا إلى خيم أقربائهم في المخيمات الأخرى، مبيناً أن العائلات في مخيمهم بحاجة إلى كل أنواع المساعدة، وعلى رأسها خيم جديدة وواقيات مطر.

من جانبه، أفاد النازح غزال يوسف بأنهم اضطروا إلى البقاء في الخارج طوال الليل، على الرغم من البرد الشديد بعدما غمرت المياه خيمتهم، مضيفا: "احترت في شأن أطفالي أين أتركهم".

وطالب يوسف بتوفير الخيم وواقيات المطر.. حتى يتمكن سكان المخيم من العيش فيه خلال فصل الشتاء.

ويعيش مئات آلاف النازحين والمهجرين من جانب النظام السوري في مخيمات بإدلب وشمال البلاد، وسط ظروف صعبة.