الخميس 2020/09/17

الشبكة السورية: مقتل 857 من الكوادر الطبية واعتقال 3353 آخرين منذ 2011

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الخميس تقريراً استعرضت فيه أبرز الانتهاكات بحق الكوادر الطبية مشيرة إلى مقتل 857 من الكوادر الطبية واعتقال وإخفاء 3353 آخرين منذ آذار 2011، قرابة 85% منهم من قبل قوات النظام.

وأضافت الشبكة أن 862 مركزاً طبيا تعرض للقصف 88 % منها من قبل نظام الأسد وحليفه الروسي والإيراني؛ مما فاقم المعاناة في ظل جائحة كوفيد-19.

وذكر التقرير الذي جاء في 44 صفحة أن استهداف قوات النظام للقطاع الطبي كان متعمداً وعلى نحو استراتيجي ومنذ الأيام الأولى، وما زال مصير العشرات من الكوادر الطبية الذين تم اعتقالهم في الأشهر الأولى من الحراك الشعبي مجهولاً حتى الآن.

وأضاف التقرير أن نظام الأسد سخَّر المراكز الطبية لصالح خدمة قواته العسكرية أو الأمنية، وبما أن هناك هيمنة طائفية علوية ضمن قوات النظام فقد أصبح هناك تمييزاً مزدوجاً، الأول لصالح قواته والثاني على اعتبار الطائفة، كما هدد النظام المراكز الطبية الخاصة من تقديم أي شكل من أشكال العلاج للمتظاهرين المصابين أو الجرحى.

وأكد التقرير أن النظام وحليفيه الروسي والإيراني مسؤولون عن النسبة العظمى من مجمل تلك الانتهاكات.

ولفت التقرير إلى أن النظام لم يجرِ تحقيقاً واحداً في مقتل أيٍّ من الكوادر الطبية السورية، أو في اختفاء الآلاف منهم، مع أن المجتمع في أمسِّ الحاجة إليهم في ظلِّ تفشي جائحة كوفيد-19، حتى لو كان هذا التحقيق شكلياً وغير مستقل، لكنه لم يقم بأي تحقيق أو مساءلة وكأن الأمر لا يعنيه.

واستعرض التقرير أبرز الانتهاكات بحق القطاع الطبي وفق قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، حيث سجَّل مقتل 857 من الكوادر الطبية، من بينهم 87 قضوا بسبب التعذيب، على يد أطراف القوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ 2011 حتى أيلول/ 2020

وبحسب التقرير قتلت قوات النظام 652 بينهم 84 قضوا بسبب التعذيب، في حين قتل الاحتلال الروسي 69، وقتل تنظيم الدولة 36، فيما قتلت "قسد" 6 أحدهم قضى بسبب التعذيب، وقتلت قوات التحالف الدولي 13، فيما قتلت "هيئة تحرير الشام" 2، وقتل 50 من الكوادر الطبية على يد جهات أخرى.

كما أوردَ التقرير توزعاً لحصيلة الضحايا من الكوادر الطبية بحسب الأعوام وكان عام 2012 العام الذي سجلت فيه الحصيلة الأعلى من الضحايا بـ 158 ضحية، تلاه عام 2014 بـ 147 ضحية.

وأشار التقرير إلى أن ما لا يقل عن 3353 من الكوادر الطبية لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا، 3327 منهم لدى النظام و4 لدى "هيئة تحرير الشام" في حين لا يزال 13 من الكوادر الطبية قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى "قسد".

وبحسب التقرير فإن النسبة الأكبر من عمليات الاعتقال التي استهدفت الكوادر الطبية وقعت في عامي 2012 و2013.

وسجَّل التقرير ما لا يقل عن 862 حادثة اعتداء على منشآت طبية على يد أطراف القوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ 2011 حتى أيلول/ 2020، كانت 543 منها على يد قوات النظام و208 على يد الاحتلال الروسي، فيما نفَّذ تنظيم الدولة 19، وارتكبت قوات التحالف الدولي 16 حادثة اعتداء.

وأضاف التقرير أنَّ الاحتلال الروسي استهدفت العديد من المنشآت الطبية على الرغم من أنها كانت مشاركة في آلية تحييد الأماكن الإنسانية وذلك قبل أن تعلن انسحابها منها في حزيران 2020، مُشيراً إلى تعرض 11 مركزاً طبياً مشاركاً في الآلية للقصف 20 مرة على يد النظام والاحتلال الروسي.

وطالب التقرير مجلس الأمن الدولي بالضغط على النظام للإفراج الفوري عن 3327 من الكوادر الطبية، وإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.

وأوصى التقرير مجلس الأمن بفرض عقوبات اقتصادية على نظام الأسد وإيران المتورطين بشكل مباشر في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدَّ الإنسانية ضدَّ الشَّعب السوري، وإصدار قرار يتيح التدخل العسكري من أجل حماية المدنيين في سوريا وبشكل خاص المراكز الطبية من القصف البربري فالمجتمع بأمسِّ الحاجة إليها في ظلِّ تفشي جائحة كوفيد-19.