الجمعة 2018/08/03

الراحلة “مي سكاف” إلى مثواها الأخير بمرقدها المؤقت في باريس

دفنت الفنانة والمعارضة السورية "أيقونة الثورة" كما يسميها نشطاء الحراك الشعبي "مي سكاف"، في مثواها الأحير في ضاحية دوردان في العاصمة الفرنسية باريس اليوم، بحضور كبير لأبناء الجالية السورية وشخصيات سياسية وثورية عديدة وذوي الراحلة.

وكان تحدث نجل الفنانة الراحلة "جود الزعبي" بالأمس، أن جثمان والدته سيوارى الثرى في العاشرة من صباح الجمعة، بمرقدها المؤقت في ضاحية دوردان بباريس.

وقال إن مرقد والدته سيكون مؤقتا، "حتى نعود جميعا إلى سوريا عقب تحريرها من نظام الأسد"، مشيرا إلى أن وفاة والدته كانت مفاجئة وغير متوقعة، ورحلت حزينة على ما يجري في سوريا من ظلم وقهر.

وعن تفاصيل يوم الوفاة، أفاد جود بأنه غادر المنزل في الصباح، تاركا والدته في حالة جيدة، وكانت لديها مقابلات مع أصدقاء في المساء، وفق مواعيد مسبقة قامت بتأكيدها وتحديدها بنفسها، ولم يظهر عليها في ذلك الصباح ما يشير إلى أنها مريضة أو متعبة، بل كانت طبيعية جدا وتناولت إفطارها، وودعها مغادرا المنزل.

وذكر أنه عاد في المساء موقنا أن والدته مازالت في الخارج مع أصدقائها، وفور دخوله فوجئ بها نائمة، فحاول إيقاظها لسؤالها عن سبب عدم خروجها فوجدها متوفاة، وعلى الفور أبلغ الشرطة.

وكشف جود أن سبب الوفاة سكتة دماغية وتمدد في أحد الشرايين بالدماغ، مضيفا أنه سيروي ما حدث لها عقب الانتهاء من مراسم تشييع جثمانها، الجمعة.

وأضاف أن والدته كانت حزينة على سوريا، وساءت حالتها النفسية للغاية خلال الشهور الأربعة الأخيرة بسبب الوضع هناك، وهو ما أثر على صحتها وأعصابها، وجعلها تعيش في توتر وقلق وحزن وإحباط خلال أيامها الأخيرة، مشيرا إلى أنه رغم ذلك لم يكن يتوقع موتها ورحيلها بهذه الصورة المفاجئة وغير المتوقعة.

وردا على سؤال حول تلقي الفنانة الراحلة تهديدات من أي جهة في سوريا أو سوريين موالين للنظام هناك، قال إن والدته لم تكن تعبأ بأي شيء من هذا القبيل، فقد كانت قوية وصلبة، تقاتل من أجل بلدها، ولا يهمها أي شيء آخر سوى عودة سوريا حرة أبيّة.

وكانت مي سكاف من الفنانين القلائل الذين دعموا الثورة السورية منذ بدايتها لغاية وفاتها ولم تتراجع عن مواقفها المعارضة لنظام الأسد وإجرامه بحق السوريين، حيث كانت آخر كلماتها في صفحتها على حسابها في الفيس بوك قبل يومين فقط "لن أفقد الأمل ... لن أفقد الأمل .. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد".

ومي سكاف كان قد اعتقلت عدة مرات عندما كانت في دمشق وتم وضعها في السجن إلى أن تم الإفراج عنها بعد قرابة 10 أيام من اعتقالها وانتقلت بعدها إلى الأردن ومنها إلى فرنسا حيث استقرت هناك، وسكاف من الطائفة المسيحية الدمشقية ولدت في دمشق عام 1969 في ال13 من شهر نيسان.