الخميس 2020/03/05

الرئاسة التركية: اتفاق إدلب لا يستدعي تراجعنا عن سياسة اللجوء الجديدة

قال مصدر في الرئاسة التركية، الخميس، إن اتفاق أنقرة وموسكو حول إدلب السورية لا يستدعي تراجع تركيا عن التغييرات التي أجرتها في سياسة اللجوء مؤخرا.

جاء ذلك حسب مصدر في الرئاسة التركية، للأناضول، تطرق إلى قمة جمعت الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين بالعاصمة موسكو، حول الأوضاع في منطقة إدلب، وتمخض عنها اتفاق لوقف إطلاق النار بالمنطقة.

وأضاف المصدر أن اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب "لا يغير حقيقة عدم إيفاء الاتحاد الأوروبي بوعوده" في إطار الاتفاقية المبرمة عام 2016 (حول اللاجئين).

وأوضح أن لقاء أردوغان وبوتين "جرى في أجواء إيجابية"، مثمنا تقديم بوتين عزائه في استشهاد جنود أتراك بإدلب.

وشدد على أن الرئيس أردوغان أكد عزم تركيا على تطهير عناصر نظام الأسد من إدلب بإمكاناتها الخاصة حال عدم التوصل إلى اتفاق.

واعتبر المصدر أن السياسة الخارجية المستقلة لتركيا "حققت نجاحا جديدا عبر الاتفاق حول إدلب، بما يتماشى مع المصالح القومية التركية".

وأشار إلى أن تركيا أجرت مفاوضات مع روسيا على مستوى القادة، الخميس، واستقبلت المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري في نفس اليوم.

وقال المصدر: "حافظنا، من جانب، على مصالحنا الوطنية من خلال إيقاف موجات هجرة غير نظامية جديدة آتية من سوريا، ومن جانب آخر جعلنا دول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تساندنا".

وتابع: "أثبتت تركيا عزمها على أن تكون صاحبة الكلمة في مستقبل سوريا عبر جعل نظام بشار الأسد يدفع الثمن غاليا من خلال قدراتها المحلية. وبات واضحا أن أي هجوم يستهدف الجنود الأتراك لن يبقى بدون رد".

وأشار إلى أن تركيا في الوقت نفسه أظهرت رفضها إملاءات الدول الغربية للظروف الميدانية في إدلب.

وأكد أن تركيا ستحل مشاكلها بنفسها و"لن تكون أداة بيد أحد".

وبيّن أن الصناعات الدفاعية التركية أثبتت نضجها في أزمة إدلب، وأظهرت صواب الاستثمارات في هذا المجال.

وقال: "الاتفاق التركي الروسي لا يشكل عائقا أمام دعم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتركيا. ينبغي القيام بخطوات لزيادة الثقة مثل نشر نظام الدفاع الجوي والتشارك الاستخباراتي (التركي الغربي)".

وأردف بالقول: "يجب ألا ننسى تواجد أكثر من 3 ملايين مدني في بقعة جغرافية صغيرة بإدلب؛ لذا فإن خطر الهجرة غير الشرعية المتولدة من المنطقة ما يزال مستمرا".

وأكد أن اتفاق أنقرة وموسكو حول إدلب السورية "لا يستدعي تراجع تركيا عن التغييرات التي أجرتها في سياسة اللجوء".

وأمس الخميس ، أعلن الرئيسان أردوغان وبوتين، في مؤتمر صحفي بموسكو، عن اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب.

وشدد بيان مشترك، توصلت إليه تركيا وروسيا أمس بعد اجتماعين مطولين في موسكو على مستوى الوفود وعلى مستوى زعيمي البلدين، على ضرورة الحد من تفاقم الأزمة الإنسانية بمنطقة إدلب، وحماية المدنيين هناك، وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين منهم دون شروط مسبقة، والحد من إجبار المدنيين على النزوح، وتسهيل عودة النازحين إلى أماكن إقامتهم الأصلية.

وأضاف البيان، الذي قرأه وزيرا خارجية تركيا وروسيا، أن الجانبين اتفقا على "وقف كافة الأنشطة العسكرية على طول خط التماس بمنطقة خفض الصعيد في إدلب اعتبارا من منتصف ليل الخميس الجمعة".

وأردف أنه سيتم، كذلك، إنشاء ممر آمن على عمق 6 كم شمالي الطريق الدولي "إم 4" و6 كم جنوبه وسيتم تحديد التفاصيل في غضون 7 أيام.

وأشار إلى أن دوريات تركية وروسية ستنطلق في 15 مارس/آذار الجاري على امتداد طريق "إم 4" بين منطقتي ترنبة وعين الحور.