الأحد 2015/11/15

الدول الكبرى في مجلس الأمن تتعهد بدعم قرار حول بعثة مراقبة وقف إطلاق النار بسوريا

أكّدَ الأمينُ العامُّ للأممِ المتحدةِ أنَّ الدولَ الخمْسَ الكبرى دائمةَ العضويةِ بمجلسِ الأمنِ الدوليِ تعهَّدتْ بعدمِ استخدامِ حقِّ النقضِ الفيتو إزاءَ قرارٍ جديدٍ من المنتَظَرِ أنْ يُصدرَهُ مجلسُ الأمنِ الدوليُّ لتعزيزِ بعثةِ مراقبةٍ أمميةٍ لوقفِ إطلاقِ النارِ في مناطقَ لا يتعرَّضُ فيها المراقبونَ الدَّوليونَ لتهديداتٍ إرهابيةٍ في سوريا ، إلى جانبِ دعمِ عمليةِ تحوُّلٍ سياسيٍّ، استناداً إلى بيانِ جينيف الصادرِ في الثلاثينَ من حَزيرانَ عامَ ألفينِ واثني عشر.

وقالَ الأمينُ العامُّ في بيانٍ لهُ إنَّ المشاركينَ في اجتماعِ فيينا الذي عُقِدَ أمسِ السبت بشأنِ سوريا توصَّلوا إلى تفاهُمٍ مشتركٍ حولَ العديدِ من القضايا الرئيسية ، حيثُ وافقوا على العملِ من أجلِ دعمِ وتنفيذِ وقفٍ لإطلاقِ النارِ في سوريا بمجردِ أنْ يبدأَ ممثلو النظامِ السوريِّ والمعارضةُ في اتخاذِ الخَطَواتِ الأولى نحْو عمليةِ التحوُّلِ تحتَ إشرافِ الأممِ المتحدة ، استناداً إلى بيانِ جنيف.

وأوضحَ البيانُ أنَّ المشاركينَ في الاجتماعِ أعلنوا دعمَهُم لعمليةٍ سياسيةٍ يقودُها السوريونَ تُفْضِي خلالَ ستةِ أشهرٍ إلى حكومةٍ جديرةٍ بالثقةِ لا تُقصِي أحداً وتضعُ جدولاً زمنياً لعمليةِ صياغةِ دستورٍ جديد ، وأشارَ البيانُ إلى أنَّ انتخاباتٍ حرَّةً ونزيهةً ستُعقَدُ وفقاً للدستورِ الجديدِ في غضونِ ثمانيةَ عشرَ شهراً ، وتُدارُ هذهِ الانتخاباتُ تحتَ إشرافِ الأممِ المتحدة ، وُفقاً لأعلى المعاييرِالدوليةِ للشفافيَّةِ والمُسَاءَلةِ وُيشارِكُ فيها جميعُ السوريين بما في ذلك مَنْ في الشَّتَات .

وأوضحَ الأمينُ العامُّ أنَّهُ من المُتوقَّعِ أنْ يجتمعَ المشاركونَ في اجتماعِ فيينا مرةً أخرى في غضونِ شهرٍ تقريباً من أجلِ مراجعةِ التقدمِ الذي أُحْرِزَ نحوَ تطبيقِ وقفِ إطلاقِ النارِ وبدءِ العمليةِ السياسية .

إلى ذلك قالَ وزيرُ الخارجيةِ الأمريكيُّ جون كيري إنَّ تطبيقَ وقفِ إطلاقِ النارِ في سوريا سيبدأُ عندما تتَّخذُ قواتُ النظامِ والمعارضةِ أُولى خَطَواتِها نحوَ مرحلةٍ انتقاليةٍ في غضونِ ثمانيةَ عشَرَ شهراً برعايةِ الأممِ المتحدة.

جاءَ ذلكَ في مؤتمرٍ صحفيٍّ مشترَكٍ مع وزيرِالخارجيةِ الروسيِّ سيرغي لافروف ، والمبعوثِ الأمميِّ الخاصِّ إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، أمسِ بعدَ انتهاءِ الجولةِ الثالثةِ من اجتماعاتِ فيينا حولَ سوريا .

وأشارَ كيري إلى أنَّ رأسَ النظامِ السوريِّ لن يكونَ لهُ دورٌ في مستقبلِ سوريا على المدى الطويلِ مُحَمِّلاً إيَّاهُ مسؤوليةَ تحوُّلِ سوريا إلى مركزٍ للمقاتلينَ الأجانب .

من جانِبِه .. شدَّدَ لافروف على الحاجةِ إلى تحالفٍ دوليٍّ شاملٍ وفعَّالٍ لمكافحةِ تنظيمِ الدولة، مبيِّناً أنَّ السوريينَ هم وحدَهُم يحدِّدونَ مصيرَ الأسدِ أو أيِّ سياسيٍّ في البلاد.

أما وزيرُخارجيةِ السعوديةِ عادل الجبير فقالَ إنَّ بلادَهُ ستدعمُ عمليةً سياسيةً تُفضِي إلى رحيلِ رأسِ النظامِ السوريِّ أو ستُواصِلُ دعمَ المعارضَةِ لإبعادِه بالقوة. وشدَّدَ الجُبير، في تصريحاتٍ للصحفيينَ على هامشِ محادثاتِ فيينا على أنَّ الأسدَ لن يكونَ لهُ مستقبلٌ في سوريا لأنَّهُ مجرمُ حربٍ مُضيفاً أنَّهُ إذا تبيَّنَ عدمُ جدِّيةِ النظامِ السوريِّ وحُلفائِهِ في العملِ من أجلِ رحيلِهِ، فالخِيارُ العسكريُّ قائمٌ ودعمُ المعارضةِ السوريةِ سيتواصل.