الخميس 2022/06/30

“الحمى المالطية” تفتك بالسويداء.. 215 إصابة وسط تحذيرات من تفاقم الوضع

تتزايد مخاطر الإصابة بالحمى المالطية في سوريا، خاصة مع ارتفاع عدد الإصابات بها إلى 215 إصابة منذ مطلع العام الحالي، في محافظة السويداء، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع، لا سيما مع اضطرار المصابين إلى شراء الدواء على نفقتهم الخاصة.

وشهدت السويداء تسجيل 80 إصابة بالحمى المالطية خلال شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران الجاري.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنّ الحمى المالطية أو "داء البروسيلات" هو داء بكتيري، يصيب قطعان الماشية، والكلاب، وينتقل للبشر عن طريق اختلاطهم بالحيوانات المصابة أو تناولهم منتجاتها الملوثة أو شربها، أو عن طريق استنشاق العوامل المسببة للداء والمنقولة بالهواء، علماً بأنّ معظم حالات الإصابة به سببها تناول أنواع الحليب أو الأجبان غير المبسترة المشتقة من حيوانات الماعز أو الأغنام المصابة بالعدوى.

والدواء الخاص بعلاج الحمى المالطية غير كافِِ لتغطية كافة المصابين، والحصول عليه أمر مكلف للغاية، وهذا بسبب التقصير من قبل "حكومة النظام" في إيجاد حلول لهذه الأزمة، وأزمات أخرى، منها تفشي الليشمانيا في المحافظة، وفق ما يقول سكان من المنطقة.

وحذر الدكتور إميل هنيدي، "مسؤول برنامج مكافحة اللشمانيا والأمراض الطفيلية، ورئيس شعبة الأمراض السارية والمزمنة في السويداء"، من ارتفاع معدل الإصابات بها، مبيّناً، في حديث لصحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أمس الأربعاء، أنّ عدم الغلي الجيد للحليب وخاصة عند صنع الألبان هو سبب رئيسي لتفشي الحمى.

ولخص هنيدي المشكلة الأساسية بعدم توفر الدواء المناسب من قبل وزارة الصحة لتغطية الإصابات، إذ يتجه المرضى لشراء الأدوية على نفقتهم الخاصة، مشيراً إلى أنّ حبة "الريفا" وهي من بين الأدوية اللازمة لعلاج الحمى، يصل سعر الواحدة منها إلى عشرة آلاف ليرة، وقد يحتاج المريض 100 حبة، لافتاً إلى حاجة المريض أيضاً لنحو 5 حقن من "الستربوتوماسين" وهو نوع كذلك من الأدوية اللازمة للعلاج، وتكلفة الحقنة الواحدة 90 ألف ليرة. (الدولار يساوي 4020 ليرة).

وتابع "يتم تأمين ربع حصة الدواء عن طريق الوزارة للكبار والصغار، لكن ارتفاع أعداد المرضى واستهلاك الكميات يؤديان إلى لجوء المرضى لشرائه على نفقتهم الخاصة".

ويتطلب التصدي للحمى المالطية لكي لا تتحول إلى وباء، وفق هنيدي، غلي الحليب ومعالجة الأغنام المصابة، موضحاً أنّ "الأعراض المخفية والمقنعة وهي الأخطر لأنها تسبب إصابات موضوعية خطيرة في المفاصل والظهر وأحياناً بالدماغ، إضافة إلى أعراض عامة من الحمى والحرارة والوهن والأعراض الهضمية".

وإضافة للحمى المالطية، يعاني سكان السويداء من أزمة الإصابات بداء الكلب، وعدم توفر اللقاحات والمصل المضاد بالكميات المطلوبة. وبلغ عدد المصابين من الكلاب منذ مطلع العام 291 مراجعاً؛ منهم 201 عولجوا باللقاح، و40 مريضاً عن طريق المصل، كما أشار هنيدي، محذراً من انتشار الليشمانيا أيضا.