الأحد 2021/01/10

“الحرس الثوري” يخفي أسلحته من إسرائيل.. بين سكان دير الزور

تشهد مناطق سيطرة النظام في دير الزور وريفها شرقي سوريا تحركات عسكرية غير مسبوقة ل"الحرس الثوري" الإيراني والمليشيات الإيرانية التي يدعمها في المنطقة.

 

وتتضمن التحركات انسحاباً جزئياً لبعض القطع العسكرية من المناطق المكشوفة في أطراف دير الزور، وسحب الأسلحة الثقيلة من المواقع والثكنات في ريفي الميادين والبوكمال القريبتين من الحدود العراقية ونشرها داخل التجمعات السكنية في المدن والبلدات الواقعة ضمن مناطق نفوذ الحرس والمليشيات الإيرانية.

 

ويبدو أن الهدف المباشر لعمليات الانسحاب وإعادة الانتشار وإخفاء الأسلحة الثقيلة هو لحمايتها من القصف الجوي والصاروخي الذي تنفذه الطائرات الإسرائيلية وطائرات التحالف الدولي ضد قواعد ونقاط الحرس والمليشيات في مناطق شرقي سوريا.

 

وقالت صحيفة المدن نقلاً عن مصادر محلية في ريف دير الزور أن  التحركات العسكرية تركزت في ثلاث مناطق رئيسية، الأولى في مزارع منطقة الميادين حيث جرى إخلاء أكثر من 10 نقاط من الأسلحة الثقيلة وجرت عمليات تمويه للمواقع والاحتفاظ بعدد قليل من العناصر لحمايتها.

 

والمنطقة الثانية في ريف البوكمال، وتركزت في قاعدة الإمام علي، وهي أكبر القواعد العسكرية التابعة للحرس الثوري في المنطقة، وجرى إخفاء الأسلحة الثقيلة (الصاروخية والمركبات المدرعة) في أحياء البوكمال والضواحي القريبة وسط التجمعات العمرانية المأهولة بالسكان، في حين نفذت المليشيات الإيرانية المتمركزة في محيط مدينة دير الزور عمليات انسحاب جزئي ونقلت أسلحتها ومركباتها نحو أحياء المدينة الطرفية.

 

وأضافت "المدن"، أن " مليشيات حزب الله اللبناني وفاطميون وزينبيون والفوج 47 والباقر، شاركت في عمليات إعادة الانتشار وتمويه مواقعها وإخفاء الأسلحة والذخائر، وجرى نقل كميات إضافية من العتاد الصاروخي من العراق نحو مواقع الحرس الثوري مروراً بمعبر السكك شرقي البوكمال".

 

ويُعتبر معبر السكك (الممر العسكري الذي يديره الحرس الثوري الإيراني وحزب الله) أهم معبر يصل منطقتا القائم العراقية بالبوكمال السورية، وتُنقل من خلاله المعدات العسكرية والتعزيزات التابعة للمليشيات الإيرانية. وتعرض الممر للقصف الجوي الإسرائيلي أكثر من مرة خلال الأشهر القليلة الماضية.

 

واستقبل معبر السكك العسكري الواصل بين العراق وسوريا شحنة أسلحة خاصة بتحصين وتذخير قواعد الدفاع الجوي التي أنشأها "الحرس الثوري" في ريف دير الزور.

 

وكانت آخر عمليات الاستهداف الجوي التي طالت معبر السكك في 7 كانون الثاني/يناير، عندما قصفت طائرة مسيرة رتلاً عسكرياً يتبع لمليشيات "الحشد الشعبي" العراقي أثناء دخوله إلى سوريا والذي كانت وجهته نحو مناطق تمركز المليشيات الإيرانية في ريفي البوكمال والميادين. وتسبب القصف بمقتل 5 عناصر على الأقل وتدمير عدد من الآليات والمركبات العسكرية.

 

وفي اليوم نفسه استهدفت غارات الطائرات المسيرة وهي في الغالب تابعة للتحالف الدولي مواقع ومستودعات أسلحة تتبع للمليشيات الإيرانية قرب مطار الحمدان وتسبب القصف بمقتل وإصابة عدد من عناصر الحماية.