الثلاثاء 2020/11/24

“الإغاثة التركية” تنظم حملة مساعدات كبيرة لسوريا في 10 كانون الأول

أعلن بولنت يلدريم، رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات التركية"İHH"، عن عزم الهيئة على تنظيم حملة إغاثة كبيرة في سوريا في الـ 10 من ديسمبر/كانون الأول الموافق لليوم العالمي لحقوق الإنسان.

وفي تصريح للأناضول من محافظة إدلب قال يلدريم "لقد هجر السوريون منازلهم وباتوا في الشوارع نتيجة لهجمات نظام الأسد وأنصاره في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، حينها كان الطقس شديد البرودة والشتاء قاسٍ، إلا أنه في هذه الأثناء قمنا بزيارة سوريا، لقد كانت الحياة صعبة للغاية في المخيمات.

قابلنا أشخاصا يعيشون في هذه المخيمات منذ 9 سنوات، من بؤسهم لم يمتلك أحدهم حائطا ليستندوا إليه، وعليه قمنا ببناء منازل مؤقتة من الطوب أطلقنا عليها مساكن الطوارئ. وأعلنا هذا للعالم كله".

وأضاف يلدريم "تلقينا على إثره دعما كبيرا من تركيا، إذ قدم الرئيس أردوغان ووزير الداخلية سليمان صويلو، مساهمة كبيرة للغاية. كما مد العديد من منظمات المجتمع المدني يد العون في هذا المشروع، وقمنا ببناء ملاجئ ودور إيواء مؤقتة".

نعمت العائلات في المخيم المقام، بالأمان والدفء في المنازل التي أشرفت هيئة الإغاثة الإنسانية، على حسن إتمامه في أسرع وقت ممكن، رأفة بإخواننا المهاجرين واللاجئين من السوريين، كما عقب يلدريم.

**مشكلات التعليم والصحة والزراعة والإنتاج الحيواني

اتخذت الهيئة التدابير والاحتياطات اللازمة لمواجهة المشاكل التي قد تواجهها في تنفيذ مشروع بناء 20 ألف منزل من الطوب، في محافظة إدلب.

وأوضح يلدريم، "حصلت الهيئة على التبرعات، وقمنا على الفور ببناء نحو 12 ألف منزل، إلا أنه تبين لنا أنها لا تكفي وحدها حاجيات المنطقة، حيث أن الأطفال لا يمكنهم الحصول على حقهم في التعليم، إذ تعاني إدلب من ذات المشاكل التي تكابدها كثير من مناطق الداخل السوري، ولا تتوفر فيها أدنى مقومات الرعاية الطبية اللازمة، كما تفتقر إلى عيادة للأطراف الصناعية".

وأشار إلى الحاجة الماسة للمدنيين الذين يواجهون صعوبة في الحصول على حاجاتهم اليومية من الغذاء، وضرورة توفير مستلزمات تعينهم على الزراعة وتربية الحيوانات ما يعينهم في استثمار تواجدهم في المنطقة وتطويرها.

الاستعدادات لفصل الشتاء

إن الظروف المعيشية في المخيمات السورية بريف إدلب "سيئة للغاية"، مشيرا أن ملايين الأشخاص في سوريا يجدون صعوبة في تأمين الحد الأدنى من الإمدادات المعيشية.

ولفت يلدريم، "مع بدأ وصول الزائر الأبيض وقسوته المتمثلة في البرد والرياح الشديدة توجب علينا الاستعداد المسبق لتوفير مستلزمات التصدي له من بطانيات وأغطية ومواد تدفئة وأحذية ومعاطف للأطفال والعجزة وكبار السن.

"كما يلزمنا توفير الوجبات الضرورية والأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية لذوي الاحتياجات الخاصة والعجزة والرضع، ما يوفر لهم الأمن الغذائي الضروري لتمضية فصل الشتاء القارص في الشمال السوري المعهود".

وأكد مواصلتهم تلبية احتياجات نحو 4 ملايين شخص يعيشون في المنطقة قبل أن تسوء الظروف الجوية في فصل الشتاء.

واستطرد "إن ما نقوم به يُعد مساهمة مهمة لإخوتنا من الشعب السوري، لتخفيف معاناتهم المستمرة عبر السنوات التسع من الحرب التي لا يراد لها أن تنتهي في القريب العاجل.

وتابع يلدريم، "أثناء هذه الاستعدادات مازال نظام الأسد وأنصاره ينتهكون الاتفاق المبرم للتهدئة ووقف التعدي على المدنيين العزل في مناطق خفض التصعيد، إذ ما يزال يقوم بقصف المدنيين، ويفقد الكثيرون حياتهم في هذه الهجمات.

وأضاف "إذا ما استمرت هذه الهجمات فسينتج عنها المزيد من الهجرات إلى المناطق الحدودية، ومن ثم ستزداد الحاجة إلى المأوى والغذاء والصحة بشكل أكبر، لذا لزم علينا أن نعلن حقيقة الوضع الراهن للعالم في سوريا".

وفي مايو/ أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران توصلها إلى اتفاق "مناطق خفض التصعيد" في إدلب ومناطق من اللاذقية وحماة وحلب، وفي الريف الشمالي لمحافظة حمص، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، بالإضافة إلى القنيطرة ودرعا جنوبي البلاد، وذلك في إطار اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.

ومع ذلك، استولت قوات النظام والمجموعات الإرهابية المدعومة من قبل إيران على 3 من المناطق الأربع بدعم جوي من روسيا وتوجهوا نحو إدلب.

بدورها تركيا، وقعت في سوتشي في سبتمبر/ أيلول 2018 بروتوكولا إضافيا مع روسيا لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار.

اليوم العالمي لحقوق الإنسان

قال يلدريم أن الهيئة تعتزم تنظيم فعالية كبيرة في 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

وأوضح أنها "ستجمع كل من يهتم بشؤون الأيتام واللاجئين والمشردين والنساء المعتقلات والمعتقلين تحت التعذيب، من تركيا وكل العالم؛ حيث سيجري جمع التبرعات وإرسال شاحنات إغاثية إلى شمالي سوريا".وتابع يلدريم، سوف نقوم بجمع التبرعات والمساعدات اللازمة بكميات تتناسب مع حجم الكارثة بالمناطق المنكوبة في سوريا، وتنظيم توزيعها بالطريقة المتوازنة لحاجات الأشخاص و الظروف المتجددة عليهم لضمان تغطية حاجاتهم.

وشدد على أن الهيئة ستعقد مؤتمرا صحفيا كبيرا؛ لتغطية الفعالية المزمع تنفيذها في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، بمشاركة العديد من منظمات المجتمع المدني التركية والدولية في مؤتمر كبير شامل، وسنعمل على أن تنطلق قوافل المساعدات من تركيا، مع تلاوة بيان رسمي موجه للعالم في وسائل الإعلام".

وأكد يلدريم على أنهم سيعملون على تحسين العديد من الأمور كحقوق الأطفال السوريين في الحصول على التعليم والصحة والغذاء، وتحقيق الحرية للنساء المعذبات في السجون والمعتقلات.

واستطرد "وهكذا سنقوم بالضغط على نظام الأسد وأنصاره وداعميه. كما أدعو جميع أفراد الشعب التركي إلى مساعدة سوريا ووضع تصور لما سيتم في العاشر من ديسمبر القادم".

ومنذ اندلاع الحراك الشعبي في سوريا عام 2011، تواصل منظمات وجمعيات تركية تقديم المساعدات للأسر السورية المحتاجة، كإدارة الكوارث والطوارئ "آفاد"، والهلال الأحمر التركي، و"İHH" وجمعية "صدقة طاشي" وغيرها.

وتحتفل الأمم المتحدة، بيوم حقوق الإنسان في 10 ديسمبر من كل عام، ويرمز لليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.