الأربعاء 2020/09/30

الأهالي طردوا ممثلي النظام.. إلى أين وصلت الأوضاع بين “رجال الكرامة” و”الفيلق الخامس” ؟

يسود هدوء حذر في بلدة القريا بريف السويداء بعد يوم من اشتباكات عنيفة بين مليشيا "الفيلق الخامس" و"رجال الكرامة".

وقالت شبكة "السويداء 24" إن أهالي المدينة طردوا ممثلين عن النظام على رأسهم أمين فرع حزب البعث خلال حضورهم لتشييع جثامين القتلى الذين سقطوا في الاشتباكات مع "الفيلق الخامس" أمس الثلاثاء.

من جانبه.. نقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر أن عدد القتلى في صفوف الفصائل المحلية من السويداء بلغ 15 على الأقل، مضيفة أن أكثر من 70 شخصًا ما بين مدني ومسلح من السويداء أصيبوا جراء الاشتباك والقصف المتبادل، فيما قتل عشرة على الأقل وجرح أكثر من عشرين من مسلحي "اللواء الثامن" التابع لـ"الفيلق الخامس".

وقالت المصادر إن القوات الروسية وقوات النظام غابت عن المشهد، مشيرة إلى أن عناصر من مليشيات "الدفاع الوطني" التابعة للنظام شاركت في الاشتباك إلى جانب فصائل السويداء، حيث قتل وجرح عدد منهم أيضا خلال الاشتباكات.

وعن مساعي التهدئة بين الطرفين في المنطقة، لم يحدث أي تطور بحسب المصادر، في انتظار تدخل مجموعة من الوجهاء والشيوخ من الطرفين كما جرت العادة، بهدف وقف القتال والعودة إلى التفاوض.

وقالت مصادر إن أهالي السويداء يتهمون "اللواء الثامن" الذي يقوده أحمد العودة بالاستيلاء على مساحة من الأراضي التابعة لبلدة القريا ورفض الخروج منها.

وكان مسلحو العودة قد سيطروا على تلك الأراضي وأنشأوا فيها نقاطا عسكرية بعد هجوم أسفر عن مقتل خمسة عشر شخصا من مسلحي القريا، وجاء بعد اتهام العودة مجموعات في القريا بالقيام بعمليات خطف بحق مجموعة من أهالي ريف درعا، وتدخل وجهاء حينها من أجل التهدئة والتفاوض على إطلاق سراح مخطوفين من الطرفين، وبعد إطلاق المخطوفين رفضت قوات العودة الخروج من أراضي القريا، الأمر الذي أدى إلى عودة التوتر مجددا إلى المنطقة.

وتتهم مصادر في الجنوب السوري النظام وحليفته إيران بإثارة الفوضى والنعرات الطائفية في المنطقة، عبر تأجيج الوضع بهدف التمدد في المنطقة، التي باتت تعد مركزاً للنفوذ الروسي.

يشار إلى أن "اللواء الثامن" التابع لمليشيا الفيلق الخامس يعد يد روسيا الضاربة في الجنوب السوري، ومن خلاله تدير روسيا محافظتي درعا والقنيطرة، مع تحجيم ملحوظ لدور النظام وإيران.