الثلاثاء 2022/04/19

استخدمها الأسد والروس في سوريا.. الأطفال يشكلون نصف ضحايا القنابل العنقودية في العالم

وثقت تقارير دولية أن الأطفال يشكلون ما يقرب من نصف المصابين بقنابل عنقودية غير منفجرة حول العالم، فيما لا تزال الذخائر العنقودية المحظورة بموجب الاتفاقيات الدولية، تشكل تهديدًا على حياة المدنيين وخاصة الأطفال.

وبحسب معلومات جمعها مراسل الأناضول، بمناسبة 19 أبريل/ نيسان، الموافق لليوم الدولي للعمل ضد الذخائر العنقودية، فقد أشارت التقارير الدولية الى أن ما يقرب من نصف المصابين بقنابل عنقودية غير منفجرة هم من الأطفال.

ووفق الاتفاقات الدولية، فإن استخدام الذخائر العنقودية، التي تشكل لسنوات تهديدًا على حياة المدنيين، يتعارض مع اتفاقية جنيف ويعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان.

وبينما حظرت 110 دول أطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية، استخدام وتخزين وبيع الذخائر العنقودية في عام 2008، رفضت كل من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل وسوريا وإيران والمملكة العربية السعودية، التوقيع على اتفاقية حظر استخدام الذخائر العنقودية.

والتزمت الدول الأطراف في الاتفاقية بتدمير الذخائر العنقودية الموجودة على أراضيها خلال فترة زمنية معينة، ودمرت كندا وفرنسا وألمانيا واليابان حتى الآن مخزوناتها من القنابل العنقودية.

 مقتل 107 أشخاص في 2020 بسبب ذخائر عنقودية

ووفقًا لتقرير نشرته منظمة هيومن رايتس ووتش حول الذخائر العنقودية في عام 2020، تم اكتشاف 360 حالة إصابة متعلقة بانفجار ذخائر عنقودية في جميع أنحاء العالم خلال العام المذكور، بإجمالي 107 حالات وفاة و 242 إصابة.

وفي العام ذاته، زاد عدد الحالات بنسبة 14 بالمئة مقارنة بالعام 2019، وبنسبة 30 بالمئة مقارنة بالعام 2018.

وكانت سوريا وأفغانستان وكمبوديا ولاوس والعراق وجنوب السودان واليمن من بين البلدان التي وقع فيها أكبر عدد من الضحايا بسبب استخدام ذخائر عنقودية.

وبحسب البيانات، فإن 44 في المائة من الضحايا المدنيين والجرحى بسبب الذخائر العنقودية في عام 2020 كانوا من الأطفال. وخلال هذه الفترة، تم تسجيل نصف إجمالي الضحايا في سوريا.

 القنابل العنقودية تنثر قنابل صغيرة على مساحة واسعة

ويمكن استخدام القنابل العنقودية، المعروفة باسم "قنابل داخل قنابل"، عبر اسقاطها من الطائرات أو رميها بقذائف الهاون. وعندما يسقط هذا النوع من القنابل على الأرض أو في الهواء ينثر قنابل صغيرة على مساحة واسعة.

معظم القنابل الصغيرة التي تخرج من القنابل العنقودية لا تنفجر، وتظل مدفونة في الأرض لتعمل مثل الألغام الأرضية، وهذا يؤدي إلى احتفاظ تلك القنابل بإمكانية الانفجار ولو بعد سنوات طويلة، وإيقاع إصابات بالغة.

ويفقد الكثير من الأطفال سنويًا حياتهم في المناطق التي شهدت في السابق استخدام لقنابل عنقودية، أثناء لعبهم بالقنابل العنقودية غير المنفجرة، والتي بقيت مدفونة في الأرض بعد انتهاء المعارك المسلحة.

 استخدام القنابل العنقودية في مناطق الصراع

وتحتل الادعاءات المتعلقة باستخدام القنابل العنقودية في مناطق الصراع حول العالم، صدارة التقارير المتعلقة بالمؤسسات الدولية.

وتشير التقارير الدولية إلى وجود أدلة قوية تفيد باستخدام للقنابل العنقودية في 41 دولة مختلفة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وكشفت تقارير مختلفة نشرت في السنوات الأخيرة عن استخدام القنابل العنقودية، التي تسببت في عدد كبير من الوفيات خاصة بين الأطفال، في مناطق الصراع مثل سوريا وليبيا واليمن والسودان وأوكرانيا.

وتقول منظمة العفو الدولية إن روسيا استخدمت القنابل العنقودية خلال حربها الأخيرة في أوكرانيا. وفي الوقت الذي أكّد فيه مسؤولون أوكرانيون استخدام الجيش الروسي ذخائر عنقودية، نفى الكرملين هذه المزاعم جملة وتفصيلًا.

إلى ذلك، أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير نشرته عام 2018 استخدام النظام وروسيا قنابل عنقودية ضد المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية.

كما تشير التقارير الدولية الى وجود ادعاءات باستخدام قنابل عنقودية في الاشتباكات المسلحة الدائرة بين الحكومة الإثيوبية والمتمردين في تيغراي.

وكشف التقرير الذي نشره فرع كمبوديا في منظمة مراقبة الذخائر العنقودية عام 2016 عن إلقاء 80 ألف قنبلة عنقودية على كمبوديا في الفترة ما بين 1969-1973.

واستنادًا على البيانات المنشورة، يُعتقد أن ما بين 60 ألف-80 ألف شخص مدني حول العالم، فقدوا حياتهم بسبب استخدام القوى المتصارعة قنابل عنقودية خلال الصراعات المسلحة.