السبت 2020/08/29

اجتماعات “اللجنة الدستورية” في جنيف: مراوحة في مربع “المبادئ والأسس الوطنية”

لم تتمخض اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف منذ انطلاقها في الـ24 من شهر أغسطس/ آب الجاري، حتى نهاية الجلسة الرابعة مساء يوم الجمعة، عن أيّة نتائج إيجابية تذكر، وذلك أسوة بكل المسارات السياسية ذات الصلة، سواء في جنيف أو أستانة أو سوتشي.

ويعود تعثر أعمال لجنة صياغة الدستور، وعدم تحصيل نتائج حقيقية، حسب مصادر مسؤولة من جنيف لموقع "القدس العربي" إلى «مواصلة النظام في سياسته الرامية إلى تعطيل الأعمال وتمرير الوقت وإفراغ الجلسات من مضمونها» وهو ما برز في وصف رئيس وفد النظام أحمد الكزبري لاجتماعات لجنة مناقشة الدستور مع المسؤول الأمريكي جيمس جيفري بـ «التدخل الخارجي في عمل اللجنة»، زاعماً أن مثل هذه الاجتماعات تناقض المبادئ الأساسية، التي تنص على «القيادة والملكية السورية للجنة الدستورية» وقال «على الأمم المتحدة التي تقوم بتيسير عملها عدم السماح بهذا التدخل».

بدوره قال الرئيس المشترك عن وفد المعارضة هادي البحرة، قبيل دخوله الاجتماع، في رده على سؤال أحد الصحافيين: «نتوقع الأفضل». كما أفادت جنيفر فينتون، متحدثة المبعوث الأممي إلى سوريا في تصريح، أنه من المتوقع أن تنتهي محادثات الجولة الثالثة بعد جلسة اليوم. وأضافت أنه كما ذكر المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون فإن المباحثات تسير بشكل جيد، وأنه تم طرح مواضيع مفيدة.

عضو وفد هيئة التفاوض المعارضة، ديما موسى، قالت إن الجلسات شهدت نقاشات بالنقاط التي تصب في جدول الأعمال المتفق عليه، كاشفة انه «عند مناقشة مواضيع تصب في دستور لسوريا في هذه المرحلة والظروف التي تمر فيها، سوف تكون هناك مداخلات نابعة من ألم ما يعيشه الشعب السوري اليوم بالإضافة إلى اختلافات في الآراء حول بعض المواضيع، وهذا طبيعي وصحي». وأضافت لـ "القدس العربي": "لكن في المجمل معظم المداخلات والنقاط التي تطرق إليها أعضاء اللجنة الدستورية كانت تصب في جدول الأعمال المتفق عليه".

وحول نتائج جلسة يوم الجمعة، قالت موسى «تعمقنا بشكل أكبر في طرح مبادئ وأسس وطنية من صلب الدستور وبصيغ مختلفة قد تأتي في مقدمة الدستور أو في المبادئ الأساسية أو في أي جزء آخر من الدستور». ولفتت إلى أن الأجواء كانت بشكل عام إيجابية فيما يتعلق بالتركيز على أمور متعلقة بالدستور وعمل اللجنة الدستورية مشيرة إلى وجود التزام أكبر بجدول الأعمال المتفق عليه.

وفي اتصال هاتفي مع د. رغداء زيدان عضو اللجنة الدستورية من وفد المعارضة، قالت إن الجلسات كانت جيدة رغم أنها شهدت بعض المشاحنات، موضحة أن الاجتماعات «ناقشت المبادئ والأسس الوطنية وفق ولاية اللجنة الدستورية». وردت زيدان على تصريحات رئيس وفد النظام الكزبري بأنه غير صحيح «وما يقوله الكزبري فهذه شغلته».

وأوضحت لـ "القدس العربي" أن الجلسات كانت تؤصل الدخول بالعملية الدستورية، رغم أنها شهدت تسجيل «نقاط نظام» للمخالفين، حيث تم «ضبط الجلسة من قبل رئيسي الجلسة وذلك للحفاظ على المداخلات ضمن السياق».

وفي الطرف المقابل، اعتبر رئيس وفد النظام أحمد الكزبري خلال اتصال هاتفي مع وسائل إعلام النظام أن اجتماع المسؤول الأمريكي جيمس جيفري مع أقطاب اللجنة الدستورية «وفد المعارضة ووفد النظام ووفد المجتمع المدني» يصب في إطار «تدخلات الغرب ومحاولته توجيه الوفود الأخرى كانت تتم في الاجتماعات السابقة من تحت الطاولة أما في هذه الجولة فقد أصبحت بشكل علني من خلال تصريحات جيمس جيفري ولقاءاته مع هذه الوفود» معتبراً أن هذا الأمر يؤكد «وجود تدخلات غربية في المسار السياسي يمتد إلى عمل اللجنة».

وحول اجتماع يوم الخميس أشار الكزبري إلى وجود «جدول أعمال متفق عليه وهو مناقشة المبادئ الوطنية الأساسية» زاعماً أن ممثلي النظام أبدوا تمسكهم «بالهوية الوطنية الجامعة للشعب السوري والتوافق عليه كمبدأ جوهري من الأسس والمبادئ الوطنية التي يمكن أن تشكل الأرضية الراسخة لعمل اللجنة في المراحل اللاحقة» كما ادّعى أن وفده يصر على أن «الهوية الوطنية الجامعة هي السبيل لتعزيز الانتماء للوطن في وجه كل الأفكار والمشاريع التي تشكل تهديداً لوحدته أرضاً وشعباً».

وكانت استؤنفت بعد ظهر الخميس اجتماعات اللجنة المصغرة المنبثقة عن الهيئة الموسعة للجنة مناقشة الدستور في مقر الأمم المتحدة في جنيف بمشاركة الوفود الثلاثة وذلك بعد تعليقها الاثنين عقب اكتشاف وجود إصابات بفيروس كورونا ضمن الوفود المشاركة.