الثلاثاء 2021/08/17

إيران متهمة بالتحريض على دور تركيا في سوريا وافغانستان

في اتهام هو الأول من نوعه، منذ تصاعد الخطاب "التحريضي" ضد اللاجئين السوريين في تركيا، ودخول الملف في دائرة التجاذبات والمواقف المختلفة، تحدثت مصادر تركية مقربة من السلطات التركية عن ضلوع إيران في عمليات التحريض ضد اللاجئين السوريين.

 

جاء ذلك، في مقال نشره رئيس التحرير الأسبق لصحيفة "يني شفق" التركية إبراهيم قراغول، أشار فيه إلى الدور الإيراني في مسألة اللاجئين الأفغان والسوريين، قائلاً إن "الملفين يشهدان حركة استفزازية داخل تركيا على يد أذناب إيران سعياً منهم لشل حركة تركيا في سوريا وأفغانستان".

 

وأضاف أنه "ربما تكون إيران بدأت في أفغانستان اتباع استراتيجية الحرب غير المباشرة ضد تركيا، التي تتبعها في سوريا (وهو ما رأيناه بالفعل في حلب)، بل أظن أن الأزمة لو تفاقمت ستتدخل إيران في شؤون أفغانستان الداخلية".

 

وتابع قراغول أنه يجب تنوير الرأي العام في تركيا واتخاذ التدابير اللازمة بشأن قضية اللاجئين السوريين والأفغان، وقال: "يجب ألا نسمح بأن يوقفوا هذا الصعود الكبير".

 

ودعا سلطات بلاده بشكل عاجل إلى ضرورة الانتباه للعناصر الإيرانية داخل تركيا، وقال: "إنهم للأسف يستهدفون تقاربنا في أفغانستان وآسيا الوسطى من داخل تركيا، وهناك بعض الأحزاب السياسية والعناصر الإيرانية داخل تركيا القادرة على تحويل هذا الأمر إلى مسألة أمن قومي داخلي وحالة من عدم الاستقرار السياسي، لذلك علينا اتخاذ ما يلزم من تدابير لمواجهة هذا الأمر بشكل عاجل".

 

وتعليقاً، قال الصحافي التركي في صحيفة "يني شفق" شبه الرسمية حمزة خضر ل"المدن"، إن "هناك تقاطعاً واضحاً في المصالح بين إيران وروسيا والنظام السوري من جهة، والمعارضة التركية من جهة أخرى".

 

وأوضح أن النظام وحلفاءه يريدون إعادة اللاجئين لبدء عملية إعادة الإعمار، في حين تتطلع المعارضة إلى ترحيل اللاجئين تحت غايات عدة، منها "الحسابات الانتخابية".

 

ووفق خضر، يمتلك الصحافي التركي إبراهيم قراغول (كاتب المقال) شبكة من العلاقات الرسمية التي تمكنه من إطلاق هذا الاتهام المباشر لإيران.

 

وفي السياق ذاته، أشار خضر إلى التصريحات الصادرة عن المعارضة التركية التي أعلنت فيها مراراً عن رغبتها بإعادة العلاقات مع النظام ، مختتماً بقوله: "النظام السوري هو ممثل إيران بالنهاية".

 

ويطغى في تركيا النقاش حول اللاجئين، مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي من المقرر أن تجرى في العام 2023، ومن المرجح أن تشهد تركيا مزيداً من حملات التحريض ضد اللاجئين السوريين والأجانب.

 

وشهدت مناطق في أنقرة الأسبوع الماضي، هجمات من مواطنين أتراك على السوريين المقيمين في عدد من أحياء أنقرة، بعد مقتل شاب تركي وجرح آخر، إثر شجار حصل بين مجموعتين من الشبان السوريين والأتراك.