الثلاثاء 2021/12/14

“إسرائيل” قصفت مواقع تطوير أسلحة كيماوية قرب دمشق وحمص

 

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن "إسرائيل" قتلت عدداً من قوات النظام باستهداف طال مواقع تطوير أسلحة كيماوية تابعة للنظام في سوريا، في 8 حزيران/يونيو 2021.

 

ونقلت الصحيفة عن 4 مصادر مخابراتية أميركية وغربية أن مقاتلات إسرائيلية أطلقت حينها صواريخ على ثلاثة أهداف عسكرية قرب مدينتي دمشق وحمص، مشيرة إلى أن "القصف أدى إلى مقتل سبعة من قوات النظام، بينهم ضابط كبير برتبة عقيد ومهندس كان يعمل في مختبر عسكري سري".

 

وأشارت الصحيفة إلى أنه "خلافاً للهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد أهداف إيرانية في سوريا، استهدفت غارات 8 حزيران منشآت عسكرية سورية، كانت لها صلة بالبرنامج الكيماوي السوري، علماً أن رئيس النظام بشار الأسد أعلن التخلي عنه قبل ثماني سنوات (تحت ضغط دولي)".

 

وذكرت "واشنطن بوست" أن الطائرات الإسرائيلية توغلت في عمق الأراضي السورية ووصلت قرب الحدود مع تركيا، وتابعت أن الهجوم نفذ في أعقاب تلقي الجانب الإسرائيلي معلومات استخبارية أشارت إلى أن النظام عمل على شراء مواد كيماوية وإمدادات إضافية لازمة لإعادة بناء قدرته على إنتاج الأسلحة الكيماوية التي قال إنه تخلى عنها في العام 2014.

 

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية واستخباراتية قولها إن "الهجوم الاسرائيلي عكس المخاوف الكبيرة التي تشكلت لدى المخابرات الإسرائيلية قبل عامين، بعد محاولة ناجحة من قبل النظام السوري لاستيراد مادة كيماوية يمكن استخدامها لإنتاج غاز السارين".

 

وتابعت أن المخاوف تنامت عندما رصد عملاء للمخابرات الإسرائيلية نشاطاً في مواقع سورية متعددة يكشف عن جهود لإعادة بناء برنامج الأسلحة الكيماوية.

 

واعتبر مسؤول استخباراتي غربي رفيع المستوى أن السلاح الكيماوي "استراتيجي بالنسبة للنظام" السوري"، فيما قالت الصحيفة الأميركية إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تنظر إلى برنامج الأسلحة الكيماوية السوري على أنه تهديد مباشر لأمن إسرائيل والدول المجاورة في المنطقة.

 

وكانت الهجمات الإسرائيلية قد استهدفت في 8 حزيران، مواقع في محيط دمشق، ومواقع جنوب محافظة حمص، ومنطقة على الحدود بين حمص ومحافظة طرطوس.

 

ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن "إسرائيل" شنت غارة مماثلة في 5 آذار/مارس عام 2020 استهدفت فيلا ومجمعا جنوب شرق حمص على بعد حوالي 100 ميل شمال دمشق.

 

وقالت الصحيفة: "اتضح أن إسرائيل قد نفذت بالفعل هجوماً مشابهاً قبل عام، استهدف محاولة النظام إعادة بناء قدرته على إنتاج الأسلحة الكيماوية". وأضافت أن "الهجومين استندا إلى معلومات استخبارية تفيد بأن نظام الأسد حصل على مواد كيماوية ووسائل أخرى ضرورية لإعادة بناء قدراته الكيماوية".

 

وشنت "إسرائيل" خلال السنوات الماضية مئات الضربات الجوية في سوريا، مستهدفة بشكل خاص مواقع لقوات النظام وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ"حزب الله".

 

وتمتنع عادةً "إسرائيل" عن تبني شن هجمات على مواقع في سوريا، لكنها تؤكد دوماً على أنها ستواصل التصدي لما تصفه ب"محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا ولبنان".