الخميس 2021/08/12

أوستن تايس.. صحافي أميركي قضى ربع حياته في معتقلات الأسد

 

قضى الصحافي الأميركي، أوستن تايس، ربع حياته تقريباً في الأسر لدى النظام وفيما حل عيد ميلاده الأربعين، الأربعاء، دعت وزارة الخارجية الأميركية نظام بشار الأسد للإفراج عنه على الفور.

 

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان أن تايس، صحافي أميركي ومحارب قديم بمشاة البحرية، اختُطف في سوريا قبل 9 سنوات، موضحاً أنه اعتقل عند نقطة تفتيش بالقرب من دمشق، عندما سافر إلى سوريا لتغطية الحرب التي كانت في بدايتها.

 

وشدد بلينكن على أنه ملتزم شخصياً بإعادة "جميع الأميركيين المحتجزين كرهائن أو المحتجزين ظلماً في الخارج إلى الوطن"، مضيفاً: "نعتقد أن من سلطة بشار الأسد تحرير أوستن"، وأكمل: "سنستمر في اتباع جميع السبل لإعادة أوستن إلى الوطن".

 

ويعتبر تايس واحداً من مواطنين أميركيين يعتقد أن النظام يعتقلهم، رغم أن النظام لا يعترف بذلك أصلاً. وكان عمره 31 عاماً فقط عند اختطافه في آب/أغسطس 2012 بينما كان يمارس عمله الصحافي في دمشق ويغطي الثورة الشعبية المناهضة لعائلة الأسد، علماً أنه لم يظهر في العلن منذ نشر تسجيل مصور على الإنترنت بعد أسابيع من اختفائه يظهر فيه محتجزاً ومعصوب العينين لدى مسلحين.

 

ويعتقد على نطاق واسع، أن الفيديو السابق أنتج فقط للقول أن جماعات إسلامية تختطف المواطنين الأجانب في سوريا. وتؤكد تلك الحقيقة وجود مفاوضات ورسائل ومناشدات دائمة من قبل الإدارات الأميركية للنظام السوري وحليفته روسيا، طوال السنوات الماضية، لإطلاق سراحه، حيث تشير معلومات استخباراتية إلى أنه معتقل وحي في سجون النظام.

 

وتايس هو صحافي مستقل يتعاون مع العديد من الصحف ووكالات الأنباء مثل صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "سي إن إن" ومجموعة "ماكلاتشي نيوز"، ووكالة "فرانس برس". واختفى أثناء توجهه من ريف دمشق إلى لبنان، ليسافر من بيروت. ومنذ العام 2015 تتحدث تقارير إعلامية عن اتصالات سرية تتم بين الحكومة الأميركية والنظام لتأمين الافراج عن تايس، بموازاة مؤتمرات صحافية تعقدها عائلته في دول مختلفة لإبقاء قضيته حية. ونقلت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية العام 2015، عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى، أن مبعوثاً حكومياً أميركياً تمكن من رؤية تايس في تلك السنة. ويعتقد أنه دبلوماسي تشيكي، حيث تحتفظ التشيك بسفارة لها هناك، تمثل المصالح الأميركية في دمشق.

 

يذكر أنه وبعد انطلاقة الثورة السورية العام 2011، اعتبر النظام الثورة "فبركة إعلامية" وطرد مراسلي وسائل الإعلام العربية والأجنبية تباعاً بتهمة "التحريض"، واعتمد على "الإعلام المقاوم" لإيصال وجهة نظره عن الأحداث في البلاد، علماً أنه عمد منذ العام 2016 إلى توجيه الدعوات للصحافة الغربية من أجل زيارة سوريا والاطلاع على "حقيقتها"، وذلك عبر لقاءات وجولات ميدانية معدة مسبقاً تضمن بعضها مقابلات مع رئيس النظام بشار الأسد نفسه، واستطاع عدد من المراسلين المستقلين خداع النظام السوري عبر الحصول على تسجيلات مصورة من داخل البلاد، ثم تقديم تعليقات لا رقابة عليها، بعد خروجهم من البلاد، وهو ما قام به مثلاً فريق سلسلة "فرونت لاين" العام 2015.

 

وبحسب تقارير ذات صلة، فإن تايس كان موجوداً في سجن الطاحونة وهو سجن خاص بالحرس الجمهوري تحت الأرض، قرب أحد القصور الرئاسية ويطل على مطار المزة العسكري. وقدم بعض الموظفين العسكريين في السجن وفي بعض المشافي العسكرية معلومات للسلطات الأميركية تتعلق بالصحافي المفقود مفادها أنه تم نقل أوستن إلى المستشفى مرتين واحدة منها إلى مستشفى تشرين العسكري العام 2016.

 

ويبدو أن السلطات الأميركية حصلت في ذلك الوقت على معلومات سرية من رئيس مكتب الأمن القومي في نظام الأسد اللواء علي مملوك أخبرهم فيها أن تايس موجود عند نظام الأسد، ولكنه ليس معتقلاً بشكل رسمي، وإنما تم اختطافه من قبل ضابط مقرب من بشار الأسد يعرف باسم اللواء باسم الحسن، في محاولة على ما يبدو لتبرئة مخابرات النظام من تهمة اختطاف مواطن أميركي، وتأطيرها كقضية شخصية.

 

والحال أن باسم الحسن هو اسم مستعار للواء بسام مرهج، مدير المكتب الأمني لبشار الأسد، وتسلم مدة من الزمن المسؤولية عن إدارة برنامج الأسلحة الكيماوية لدى نظام الأسد بحسب بعض المصادر، وهو ضابط مقرب من الإيرانيين والروس على حد سواء، كما شغل منصب رئيس وحدة العمليات الخاصة عند النظام السوري فترة من الزمن. وظهر مرات عديدة بجانب الأسد كحارس شخصي في بعض المناسبات.