الأثنين 2021/11/22

أهالي إدلب مهددون بخسارة عدد من المشافي بسبب غياب الدعم

يزداد القلق لدى الكثير من المدنيين في إدلب،في ظلّ انتشار أنباء عن توقّف الدعم عن العديد من المشافي التي تقدّم عشرات آلاف الخدمات الطبية سنوياً، من دون أن يكون لديهم ترف التفكير في اللجوء إلى المشافي والعيادات الخاصة. 

 

وقال محمد صادق (42 عاما)، وهو ربّ أسرة مكوّنة من خمسة أفراد يقيم في ريف إدلب، إن "صح ما يتم تداوله بين الناس أنّ المشفى الوحيد في منطقتنا سيغلق، ستجد الناس يموتون لعجزهم عن الذهاب إلى طبيب أو مشفى خاص، فتكاليف العلاج والدواء مرتفعة جداً، ونحن لا نستطيع تأمين ثمن قوتنا اليومي". 

 

وأضاف: "زوجتي ستلد في شهر مارس/آذار المقبل. إن كانت أبواب المشفى مغلقة فلا أعرف ماذا أفعل، وأقرب مشفى عام يبعد عنّا نحو 30 كيلومترا، ولا أدري هل سيكون متاحا حينها أم أغلق". 

 

من جانبها، قالت فاطمة شهوان (34 عاماً)، وهي مقيمة في إدلب مع أسرتها المكوّنة من طفلين وزوجها: "المشافي المدعومة من المنظمات هي ملجأ غالبية سكّان المنطقة، وبالرغم من ضعف الإمكانات وقلّة عديد الكادر الطبي، والانتظار الطويل للدخول إلى العيادة للكشف، إلاّ أنّ وجودها أفضل من عدمه. فإن أغلقت لا نعلم ماذا سنفعل، قد نعتمد على الطبّ العربي والعلاج بالأعشاب". 

 

وتابعت شهوان: "لا أتصوّر أنّ أحداً يعلم حجم الكارثة التي يعيشها المدنيون في إدلب، فحياة الكثير من الأطفال والنساء وكبار السن تتوقف على دعم هذه المنظمات، إن كان في الجانب الصحي أو الجانب الإغاثي، وحتى السفر إلى تركيا أو أي منطقة أخرى أمر في غاية الصعوبة". 

 

من جانبه، قال مسؤول المشافي في مديرية صحة إدلب الحرة، الطبيب يحيى نعمة، لـ"العربي الجديد": "نواجه حالياً خطر إغلاق أكثر من 11 مشفى تمتد على رقعة إدلب، متعدّدة الاختصاصات، منها نسائية وأطفال وجراحية، وغيرها، والسبب في ذلك هو عدم تجديد المنح من قبل المنظمات الإنسانية".

 

ولفت إلى أنّ تلك المشافي كانت تخدم نحو 100 ألف مدني، بشكل مجاني بالكامل، من إجراء العمليات الجراحية وإعطاء أدوية. وأضاف أنّ "كوادر هذه المشافي تعمل حالياً بشكل تطوعي وبدون أي أجر، بالتعاون ما بين إدارة المنظمات المانحة وإدارة تلك المشافي ومديرية الصحة، لتأمين الدعم المتاح، وإن كان بالحد الأدنى، إلى أن نتمكن من تأمين منح تشغيلية". 

 

وأضاف: "نعمل حالياً على التواصل مع المنظمات وعرض أعمالها، أملاً في تأمين التمويل اللازم لتشغيلها، خاصة أنّ إيقاف المنح أتى في ظلّ هجمة جديدة من قبل فيروس كورونا، وارتفاع عدد الإصابات". 

 

وكانت مصادر مطلعة قالت إنّ هناك ما يقرب من ثلاثة آلاف طفل مصاب بمرض الثلاسيميا، وهؤلاء المرضى يتلقون العلاج وعملية تبديل الدم شهرياً بالمجان، ضمن المراكز الطبية المدعومة من قبل المنظمات الدولية، إضافة إلى مرضى الكلى الذين يبلغ عددهم نحو أربعة آلاف مريض، بينهم أطفال، الأمر الذي سيجعلهم يواجهون مصير الموت المحقق مع إغلاق مراكزهم بسبب توقف الدعم. 

 

يُشار إلى أنّه من المشافي المهدّدة بالتوقف جرّاء عدم تجديد المنح التشغيلية هي مشافي الجانودية، والنفسية، والفردوس، والوطني، والسلام، والرحمة، ووسيم حسانو، إضافة إلى مشفى الأطفال بكفر تخاريم.