الخميس 2020/02/20

أنقرة: اتفاقاتنا مع موسكو بشأن “إدلب” لم تُلغ بل تلقت ضربات موجعة

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن اتفاقات سوتشي وأستانة المبرمة بين بلاده وروسيا بشأن إدلب السورية، لم تُلغ، ولكن تلقت ضربات موجعة.

وأوضح جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة "تي آر تي" الحكومية، أن نظام الأسد يُغير على إدلب بشكل وحشي، وأن هذه الغارات أجبرت أعدادا كبيرة من المدنيين إلى النزوح.

وأضاف أن اتفاقات أستانة وسوتشي الرامية لوقف إطلاق النار في عموم سوريا، أسفرت عن خطوات إيجابية في بادئ الأمر، مشيرا أن تحقيق استمرارية هذه الاتفاقات باتت صعبة نتيجة مواصلة نظام الأسد هجماته.

وشدد على وجوب وقف الهجمات من أجل مواصلة المحادثات في أستانة وجنيف، مبينا في هذا السياق أن بلاده لم تتوصل إلى النتائج المرجوة من محادثاتها مع روسيا، وأنه من الممكن أن يلتقي زعيما البلدين إن اقتضت الحاجة لذلك.

وأكد جاويش أوغلو أن بلاده ستقوم بما يلزم ميدانيا وفي طاولة المفاوضات، من أجل وقف هجمات نظام الأسد.

وفي هذا السياق قال جاويش أوغلو: "روسيا لم تفرض علينا خريطة الواقع الميداني في إدلب، بل تبادلنا الأوراق التي توضح مواقعنا".

وردا على سؤال حول فحوى تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي قال أمس إنه "من الممكن أن نأتي ذات ليلة إلى إدلب على حين غرّة"، قال جاويش أوغلو، إن هذا التصريح يدل على تصميم تركيا.

وعن وجود منظمة "بي ك ك" الإرهابية في إدلب، قال جاويش أوغلو: "أعدادهم في إدلب قليلة للغاية، لكن هناك مجموعات متطرفة، والنظام وداعميه هم من جلبوا هذه المجموعات إلى إدلب من مناطق مختلفة في سوريا".

وتطرق الوزير التركي إلى مواقف الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية تجاه بلاده بشأن ملف إدلب.

وقال في هذا السياق: "إن كانت الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى تتقرب منّا بسبب خلافاتنا مع روسيا، فإننا نشكك في مصداقيتها، وعلى الجميع التخلي عن اغتنام الفرص وانتهاج سياسات قصيرة المدى، وإدراك أهمية تركيا".

يشار إلى أنه، في سبتمبر/أيلول 2018، توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، يحظر فيها الأعمال العدائية.

ومنذ هذا التاريخ، قُتل أكثر من 1800 مدني في هجمات شنها نظام الأسد والاحتلال الروسي، منتهكين بذلك كلا من اتفاق وقف إطلاق النار في 2018، واتفاق آخر بدأ تنفيذه في 12 يناير/كانون الثاني.

ونزح أكثر من 1.7 مليون سوري إلى مناطق قريبة من الحدود التركية لتجنب الهجمات المكثفة على مدار العام الماضي.