السبت 2019/07/06

ألمانيا تشجع عودة اللاجئين السوريين رغم التحذيرات الأممية

أورد موقع "شبيغل أونلاين" الألماني أن الحكومة تشجع عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وتقوم بتمويل رحلاتهم إلى هناك، وذلك رغم تحذيرات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من إعادتهم في الوقت الراهن.

ونقل الموقع عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن برلين مازالت مستمرة في تمويل رحلات عودة اللاجئين السوريين الراغبين في العودة الطوعية إلى بلادهم، ليبلغ عدد الذين تم تمويلهم خلال فترة العامين والنصف الماضية 792 حالة من مجموع السوريين بألمانيا البالغ 780 ألفاً.

وأوضح الموقع أن "منظمة الهجرة الدولية" التابعة للأمم المتحدة لا تشجع أبدا السوريين على العودة الطوعية بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في بلادهم، بل إنها وضعت عدة برامج وتدابير لإيوائهم.

وقال أيضا إن أكثر من 35 ألفا من السوريين قرروا خلال العام الجاري وحده العودة، كما بلغ مجموع العائدين في السنوات الثلاث الأخيرة 173 ألفاً، معظمهم كانوا قد فروا إلى تركيا أو لبنان، من إجمالي 5.6 ملايين على مستوى العالم.

وصرحت متحدثة باسم المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بأن عدد العائدين -الذين تم تمويل رحلات عودتهم الطوعية العام الماضي- بلغ أكثر من ضعف عددهم عام 2017.

وأضافت أن قرارات العودة الطوعية يتخذها أصحابها عادة نتيجة لتواصلهم مع أقاربهم في سوريا، دون أدنى تدخل أو تشجيع رسمي من قبل الأجهزة الحكومية الألمانية.

وأشار الموقع إلى أنه ورغم هزيمة تنظيم الدولة وسيطرة قوات نظام الأسد والقوات الموالية له على معظم مناطق البلاد، فإن كثيرين يخشون إذا ما عادوا من الاعتقال والتعذيب.

ترحيب مميت:

وكانت مجلة "فورين لوليسي" الأمريكية، سلطت الضوء في شباط الماضي، إلى حالات اختفاء تعرض لها اللاجئون السوريون العائدون من ألمانيا، بعد عودتهم إلى مناطق سيطرة الأسد.

وتحدث تقرير "فورين بوليسي" عن قصص لاجئين سوريين عادوا من ألمانيا بشكل طوعي، ليصبح مصيرهم مجهولاً بعد عودتهم. وحذر التقرير من أن سوريا كانت ولا تزال "دولة بوليسية" لم يتغير نظامها، ولا جهازها الأمني، الذي اعتقل الآلاف وعذبهم بسبب معارضتهم للنظام.

كما انتقد التقرير قيام بعض الحكومات – بما في ذلك ألمانيا ولبنان- بتشجيع عودة السوريين إلى ديارهم، رغم المخاطر التي تحف تلك العودة، والتي وصفتها المجلة الأمريكية بعبارة "الترحيب المميت للأسد باللاجئين السوريين العائدين".

وختمت "فورين بوليسي" تقريرها بالقول : "صحيح أن بشار الأسد وحلفاءه في هذه اللحظة لم يعودوا يمطرون القنابل فوق مناطق استعادوها.

ومع ذلك، فإن جهاز النظام الأمني، المتهم بارتكاب جرائم القتل تحت التعذيب، بالإضافة إلى آلاف الاعتقالات غير القانونية، والقتل خارج نطاق القوانين القضائية، ما زال قائماً".