الأربعاء 2021/02/03

أزمة ربطة الخبز تتفاقم في سوريا ولبنان والمواطنون يخشون الأسوأ

 

يقول مواطنون من لبنان وسوريا أن قواسم مشتركة كثيرة تجمع الشعبين، ولعل أبرزها هذه الأيام هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي في بلدين يعانيان من أسوأ الأزمات المعيشية في تاريخهما الحديث.

 

ويقول متابعون إن النظر إلى الأفران و"بورصة" سعر ربطة الخبز، يكفي لمعرفة حجم هذه الأزمة وكيف يمكن أن تتطور إذا لم تحل أزمة الطحين من جذورها، بالتزامن وقف الفساد المشتري في هذا الملف.

 

في سوريا

قامت وزارة "التجارة الداخلية وحماية المستهلك" بنظام الأسد بتخفيض كميات الطحين المخصصة للأفران بنسبة تصل إلى 16 في المائة، ما لم يؤثر على عدد ربطات الخبز فقط بل على وزن الربطة الذي بات 1100 غرام.

 

وتصدرت صور طوابير المواطنين أمام الأفران المشهد في مناطق نظام الأسد، خلال الأشهر الماضية وذلك للحصول على ربطة الخبز، التي وصل سعرها إلى 250 ليرة سورية للمدعوم (جودته ضعيفة ويوزع على حسب عدد أفراد العائلة)، والخبز الذي يباع في المتاجر والمعروف محليا بالـ"سياحي" إلى 1500 ليرة سورية.

 

زنقل موقع الحرة عن هادي (27 عاماً)، شاب من العاصمة دمشق، قوله: "عملي الوحيد بات الانتظار في طوابير الخبز لكي أحصل على حصة منزلنا".

 

وأضاف أنّ "الحكومة تتحمل مسؤولية ما تفعله بالشعب، والجميع يعلم أنّه بإمكان وزارة التجارة تأمين الخبز للجميع وبسعر أقل من ذلك بكثير".

 

ويسجل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، في السوق السوداء 3030 للدولار الأميركي الواحد، بينما يحافظ مصرف سورية المركزي على سعر صرف ثابت يبلغ 1256 ليرة سورية للدولار الأميركي الواحد.

 

بدوره، علّق الإعلامي والناشط أيمن عبد النور، في حديث لموقع "الحرة"، على استمرار انقطاع الخبز وارتفاع أسعاره في سوريا، ورأى أنّ "أزمة الخبز مفتعلة إلى حد نسبي، وهناك ظروف ساهمت في تعزيزها أبرزها عدم القدرة على الاستيراد، عدم وفاء روسيا بتأمينها القمح قبل سداد ثمنه من قبل النظام، ولأن إيران لا تمتلك القمح أساساً".

 

ربطة الخبز إلى 2500 ليرة لبنانية

أما في لبنان، وبعد احتجاجات متقطعة قام بها أصحاب الأفران تمثلت بعدم بيع الخبز للمواطنين، تشكلت طوابير اختلف حجمها من فترة إلى أخرى، تلاها ارتفاع سعر الربطة من 1500 ليرة لبنانية إلى 2000 ليرة لبنانية.

 

لتعود الوزارة خلال فترة وجيزة وترفع سعر ربطة الخبز مرة أخرى بنسبة 20 في المائة، ليصبح بسعر 2500 ليرة لبنانية.

 

ويبلغ سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار، في السوق السوداء 8400 للدولار الأميركي الواحد، بينما يحافظ مصرف لبنان المركزي على سعر صرف ثابت يبلغ 1515 ليرة سورية للدولار.

 

وهنا قال الناشط المدني، ميشال أبي راشد، في حديث لموقع "الحرة"، أنّ "موجة ارتفاع أسعار السلع الغذائية أصبحت غير محتملة، لاسيما أنّ غالبية اللبنانيين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية وليس بالدولار".

 

وأشار أبي راشد إلى أنّ "أكثر ما يعيب هذه السلطة هو الإنكار وعدم الاعتراف، نحن في أزمة حقيقية الأسعار كلها تحدد وفقاً لسعر صرف الدولار في السوق السوداء"، مشدداً على أنّ "الناس ستموت من الجوع في لبنان".

 

"عدم الشفافية في ملف المساعدات"

وفي هذا السياق، قالت الصحفية الاقتصادية، محاسن مرسل، في حديث لموقع "الحرة"، إنّ "وزارة الاقتصاد ربطت الزيادة الأخيرة لسعر ربطة الخبز، بارتفاع سعر القمح عالمياً، ولكن هناك الكثير من التساؤلات حول إذا كانت الدولة قد رفعت الدعم على المواد الأساسية وتريد البدء برفع الأسعار بشكل تدريجي".

 

وأشارت مرسل إلى أنّ "الدولة اللبنانية باستطاعتها استيراد القمح مباشرة وليس عبر شركات محتكرة، الأمر الذي يوفر الكثير من الأموال بدلاً من الاستمرار في استنفاذ احتياطي مصرف لبنان".

 

كما شددت الصحفية اللبنانية على أنّه "هناك كميات كبيرة من القمح وصلت إلى لبنان كمساعدات إنسانية بعد انفجار مرفأ بيروت، 4 أغسطس الماضي، أبرزها من العراق، إلا أنّه تم تخزين بعضها في ظروف غير مناسبة ما أدى إلى تلف جزء كبير منها".

 

واتهمت مرسل السلطات اللبنانية بعدم الشفافية في ملف المساعدات التي قدمت بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس.

 

بدورها، تساءلت نقابة "عمال المخابز في ​بيروت​ و​جبل لبنان​"، في بيان لها بالأمس: "لماذا رفع سعر ربطة الخبز من دون أي وجه حقّ، في ظلّ الأزمة الراهنة من الوباء والغلاء والاحتكار وفلتان الأسعار والوضع المزري الّذي نعيشه؟".