السبت 2015/10/03

أردوغان: سأطلب من بوتين إعادة النظر في العمليات العسكرية في سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنه عرض خلال زيارته الأخيرة لموسكو، على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تكوين ثلاثي يتكون من تركيا وروسيا، والولايات المتحدة، للعمل على التوصل لحل للأزمة السورية، إلا أنهما اختلفا حول دور بشار الأسد.

وفي حوار مع قناة الجزيرة الفضائية، بثته مساء الجمعة، قال أردوغان إنه أكد خلال لقائه ببوتين على أنه لا مكان للأسد في عملية التوصل لحل في سوريا، إلا أن بوتين يصر على بقاءه.

وأضاف أردوغان، أن بوتين يرى أنه في حال رحيل الأسد، فإن تنظيم داعش سيبسط سيطرته، وفند أردوغان تلك الفرضية بالقول إن داعش في النهاية هي منظمة إرهابية، والشعب أقوى منها.

وفيما يتعلق بالغارات التي بدأت روسيا تشنها في سوريا، الأربعاء الماضي، قائلة إنها تستهدف مواقع داعش، قال أردوغان، إن روسيا تبرر موقفها بالقول إنها أرسلت طائراتها لسوريا تلبية لدعوة السلطات السورية، إلا أن تلك الطائرات كانت موجودة بالفعل في سوريا.

وأفاد أردوغان إن الغارات الروسية على سوريا، تسببت حتى يوم الخميس ، في مقتل 65 شخصًا، في حماة، وحمص، وحلب، قائلًا، إن تلك الغارات لم تكن ضد داعش، وإنما ضد المعارضة المعتدلة، التي تحارب النظام السوري، وتسببت تلك الغارات في مقتل مدنيين.

وأضاف أردوغان، أنه سيتحدث مع بوتين بخصوص الغارات، قائلًا، "طالما نحن دولتان صديقتان، سأطلب منهم مراجعة الخطوات التي اتخذوها بهذا الخصوص، لأننا نحن من نعاني في المنطقة، روسيا ليست لديها حدودًا مع سوريا، بينما نحن لدينا معها حدودًا بطول 911 كيلو مترًا، أريد أن أفهم لماذا تولي روسيا سوريا كل هذا الاهتمام؟".

وردًا على سؤال حول ما نشرته جريدة التايمز، من أن تركيا ستحصل لمواطنيها على حق التنقل بحرية دون الحاجة إلى تأشيرة في دول الاتحاد الأوروبي، مقابل استضافتها للاجئين على أراضيها، قال أردوغان، "تلك إشاعات عارية عن الصحة"، مؤكدًا أن أبواب بلاده مفتوحة أمام اللاجئين بغض النظر عن دينهم، أو لغتهم، أو عرقهم.

وفيما يتعلق بالعمليات العسكرية التركية ضد منظمة "بي كا كا" الإرهابية شمال العراق، قال أردوغان، "في حال كانت دولة ما تؤوي في أراضيها إرهابيين يمثلون تهديدًا لدولة مجاورة، فإنها يمكن أن تجد نفسها في أي لحظة في مواجهة مثل تلك العمليات".

واستدرك أردوغان، أن حكومة إقليم شمال العراق لا تشعر كثيرًا بالاستياء من العمليات التركية، لأن الإرهابيين يمثلون مشكلة للإقليم أيضًا، مضيفًا أن تركيا تقوم بعمل جيد للعراق، حيث تعمل على تخليصها من الإرهاب.

وحول القضية الفلسطينية وما يحصل في القدس من اقتحامات للمسجد الأقصى، قال أردوغان إن على "إسرائيل إدراك أن ما تقوم به فى الأقصى هو جريمة تضاف إلى جرائمها السابقة، وهي تلعب بالنار، وستدفع ثمن ما تقوم به، والمسجد الأقصى لا يخص الفلسطينيين وحدهم، بل هو قضية كل المسلمين".

وتابع قوله "للأسف موقف الجامعة العربية من غزة يتبنى موقف النظام المصري، وهو ليس عادلا، فالنظام المصري ترك أهل غزة وحال سبيلهم".

وعن علاقات بلاده مع مصر رغم اعتراف معظم دول العالم بالرئيس عبد الفتاح السيسي، شدد أردوغان قائلًا، "طالما بقيت في منصبي، لن أفكر في تطبيع العلاقات مع النظام المصري القائم حاليًا، والذي انقلب على الرئيس محمد مرسي، الذي نجح في انتخابات نزيهة، وبأصوات نحو 52% من الشعب".

وأردف أن "كل الاتهامات الموجهة ضد مرسي لا أقتنع بها، لأنني تعرفت على مرسي جيدًا، وتعاملت معه عن قرب، وكلها ادعاءات ملفقة له ولأصدقائه".

وأضاف بالقول، "ولأننى رئيس جمهورية منتخب لدولة ديمقراطية، فمصر الآن يحكمها شخص انقلب على رئيس الجمهورية، الذي أتي به في منصب وزير الدفاع (السيسي)".

وأكد أردوغان أيضًا أن "الشعب المصري شقيقنا، ومشكلتنا مع النظام الحاكم في مصر، وأنا أقول لزملائي، ليس لدي اعتراض على وجود مباحثات منخفضة المستوى بين البلدين، لكني أعارض تطبيعًا على مستوى رئيسي الجمهورية".

وفيما يتعلق بتوقعاته حول نتائج الانتخابات النيابية المبكرة التي ستجرى في تركيا في نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، قال أردوغان، إنه لا يتمنى نتيجة مشابهة لنتيجة الانتخابات الماضية التي أجريت في السابع من يونيو/ حزيران الماضي، مضيفًا "باعتباري توليت رئاسة الوزراء لاثنا عشر عاما، أعرف جيدًا ما تمنحه حكومات الحزب الواحد لتركيا، وما تخسره تركيا بالحكومات الائتلافية".

وقال أردوغان إنه يطلب دائمًا من المواطنين الأتراك، أن ينجحوا حزبًا يمكنه تشكيل حكومة بمفرده، لكي يتمكن من إرساء الاستقرار في تركيا.