الأحد 2020/03/15

آلام مريرة وآمال عريضة.. السوريون يحيون الذكرى التاسعة للثورة

يُحيي السوريون في المناطق المحررة ودول المهجر، اليوم الأحد، الذكرى السنوية التاسعة لاندلاع الثورة الشعبية ضد بشار الأسد في مثل هذه الأيام عام 2011.

ومع دخول ما يتعارف السوريون على تسميتها بـ"الثورة اليتيمة" عامها العاشر، فإنهم يستذكرون بمزيج من الأسى والأمل، كيف تحوّل غضبهم على 40 عاماً من حكم آل الأسد، إلى حرب متعددة الأطراف، يدفعون هم فيها الثمن الأكبر، وسط عجز المجتمع الدولي عن حلّ يضمن حقوقهم وينهي مأساتهم المتواصلة.

نواجه العالم بأكمله:

من محافظة إدلب التي باتت آخر معقل للثورة السورية شمال غرب البلاد، يتذكر الشاب "محمد الحسن" الأشهر الأولى للثورة، ويروي لموقع "الجسر" كيف تحوّلت الاحتجاجات ضد اقتحام قوات الأسد مدينة درعا إلى ثورة شاملة لم يعُد مطلبها يتعلق بدرعا فقط، بل بتخليص سوريا من حكم عائلة الأسد التي حوّلت البلاد إلى مزرعة خاصة، وشعبها إلى مجرد عمال يهتفون بحياة "الحزب والأسد".

ويضيف "الحسن": "لم نكن في البداية نريد حمل السلاح بوجه أحد..كنا فقط نريد أن نتظاهر ونعبّر عن غضبنا دون قمع ورصاص".

وحول الضغط الدولي على نظام الأسد في بداية الثورة، يرى الشاب السوري أن التصريحات العربية والدولية أعطت انطباعاً عاماً باقتراب نهاية حكم الأسد ويتابع: "تبخرت الآمال بالدعم الدولي بعد ارتفاع أعداد ضحايا الاحتجاجات، وما أتبعه من استخدام النظام القصف لتأديب المناطق الثائرة بالمحافظات المنتفضة.. اكتشفنا فيما بعد أننا لم نواجه الأسد وحده، لقد واجهنا العالم بأكمله.. المجتمع الدولي لا يريد حتى الآن إسقاط الأسد".

آلام الذكرى التاسعة وآمالها:

تدخل الثورة السورية اليوم عامها العاشر، دون وجود أفق يرسم للسوريين مآلات الخلاص من نكبتهم المتواصلة. نحو مليون قتيل و6 ملايين مهجر وملايين النازحين عن بيوتهم لم تدفع المجتمع الدولي إلى موقف موحد تُجاهها.

يقول الناشط الإعلامي "أبو محمد الفراتي" للجسر، إن امتداد زمن الثورة أدى إلى اعتبار الملف السوري "أزمة سياسية مستعصية على الحل"، فضلاً عن أن الموقف الدولي تجاهها يعتبرها "حرباً أهلية" وليس ثورة شعب ضد ديكتاتور حرم البلاد من مواردها وحقوقها السياسية.

"لا يمكن اعتبار ما يجري في سوريا حرباً بين طرفين متكافئين في القوة والإمكانات" وفق ما يقوم الإعلام العالمي بتصويره ونقله.. وفقاً لـ"الفراتي" الذي يرى أن الذكرى التاسعة تمر في أصعب أوقات الثورة، مع تقدم النظام في الشمال المحرر باتباع سياسة الأرض المحروقة، مدعوماً بثاني أكبر قوة على وجه الأرض "روسيا"، وآلاف المقاتلين من المليشيات الطائفية التابعة لإيران، ويستدرك الناشط الإعلامي: "ومع هذا الواقع السوداوي لا بد من القول إن الذكرى التاسعة تحمل كذلك آمالاً كبيرة بما تبقى من المناطق المحررة في الشمال السوري". فمساحة المناطق التي لا تزال بقبضة الثورة في محافظات إدلب وحلب والحسكة والرقة تعادل تقريباً مساحة دولة مثل لبنان، وفي حال نجحت تركيا بتأهيل هذه المناطق فإن هذا سيكون ضامناً لعودة ملايين اللاجئين إليها، إلى حين التوصل لحل يكفل لهم حقوقهم ويضمن لهم مستقبل أبنائهم.