الأحد 2020/01/12

يتحكم بثلث الإنتاج العالمي.. لماذا يقلق مضيق هرمز العالم؟

أصبح أمن وسلامة ناقلات النفط التي تمر عبر "مضيق هرمز" هاجسا للعاملين في أسواق النفط خاصة مع حالة التوتر التي تسود منطقة الشرق الأوسط ومخاوف من استهداف إيران حركة النفط التي تعبر هذا المضيق الحيوي.

ويرتبط مضيق هرمز بشكل مباشر في سوق النفط العالمية ويؤثر في الأسعار بشكل كبير، حيث تراجعت أسعار النفط إلى ما دون 65 دولار مع إغلاق الجمعة في إشارة إلى إزالة "تزايد المخاطر" وفق وكالة رويترز.

وتثير حالة عدم الاستقرار التي تسود منطقة الشرق الأوسط المخاوف من نزاع كبير بسبب ممارسات إيران التي تهدد أمن المنطقة ككل وحتى من تصرفات عدوانية روسية، وبما يثير قلق رجال الأعمال والمستثمرين بعدما كانوا متفائلين في ظل استعداد الولايات المتحدة والصين لتوقيع مرحلة أولى من اتفاق تجاري الأسبوع المقبل، وورود أرقام تشير إلى تحسن طفيف في الاقتصاد العالمي.

وكان الأسطول الخامس الأميركي ومقره البحرين قد قال في بيان الجمعة إن سفينة تابعة للبحرية الروسية "اقتربت بشدة" من مدمرة تابعة للبحرية الأميركية في شمال بحر العرب الخميس.

الأهمية الاستراتيجية

ويقع هذا المضيق بين إيران وسلطنة عُمان، ولا يتجاوز عرضه خمسين كلم وعمقه ستين مترا فيما تبلغ أضيق مسافة له نحو 33 كيلو مترا، وتحوطه جزر مأهولة بالكاد لكنها ذات أهمية استراتيجية بالغة، تضم جزر: هرمز وقشم ولاراك الإيرانية.

ويعد هذا الممر البحري شبه الوحيد الذي يربط بين الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط "السعودية والكويت وقطر والإمارات والعراق وإيران" وأسواق آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

ويتحكم هذا المضيق بمرور 21 مليون برميل نفط يوميا وفق أرقام عام 2018 صادرة عن وكالة معلومات الطاقة الأميركية بحسب تقرير نشره موقع بزنس إنسايدر.

ويشكل حجم النفط الذي يمر يوميا عبر "هرمز" نحو ثلث سوق النفط العالمية والتي تقدر بـ 1.2 مليار دولار يوميا.

أسواق النفط تترقب

ولا تزال الأسواق تترقب مخاطر من صراع طويل الأجل في المنطقة، ولكن على ما يبدو فإن العقوبات الأميركية على إيران تشكل عوامل دعم إيجابية للسوق.

وقال فيل فلين، محلل النفط لدى برايس فيوتشرز غروب في شيكاغو "مع تراجع إيران هناك إحساس بأن إمدادات النفط آمنة تماما لكن في الوقت الحالي ومع فرض العقوبات وهذا التقرير الذي يقول إن سفينة روسية تصرفت بعدوانية تجاه سفينة أميركية، هذا يسبب القليل من الخوف مجددا في السوق".

وخلال الأسبوع الماضي، تكبد برنت خسارة بنسبة 5.3 في المئة وتراجع خام غرب تكساس الوسيط 6.4 في المئة، والخامان القياسيان أقل حاليا من المستويات التي سجلاها قبل أن تقتل هجمة بطائرة مسيرة أميركية قاسم سليماني في الثالث من يناير.

وردت إيران على الضربة الأميركية التي قتلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني بهجوم صاروخي على قاعدتين جويتين عراقيتين تستضيفان قوات أميركية لم يسفر عنها أي خسائر بشرية.

لكن ليس هناك أي تعطل في إنتاج الشرق الأوسط نتيجة لتنامي التوترات وأفادت مؤشرات أخرى هذا الأسبوع بوفرة الإمدادات.

الولايات المتحدة وسوق النفط

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي إن مخزونات الخام في أميركا زادت على غير المتوقع وإن مخزونات البنزين ارتفعت بأكبر قدر في أسبوع على مدى أربع سنوات.

ورغم أن الولايات المتحدة هي أول منتج عالمي ومصدر للنفط الخام، فقد استوردت عام 2018 نحو 1.4 مليون برميل يوميا من الخام عبرت مضيق هرمز، ما يمثل سبعة في المئة من استهلاكها الاجمالي.