الثلاثاء 2019/05/21

وول ستريت جورنال: هذه أجندة ترامب الحقيقية تجاه إيران

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب لا يسعى للحرب مع إيران بقدر رغبته في الضغط عليها من أجل التوصل إلى اتفاق حول عدة ملفات، مشيراً إلى أن مستشاري ترامب يحاولون أن يضغطوا من جانبهم على الرئيس للوصول إلى مرحلة المواجهة.

وذكر الكاتب الأمريكي جيرالد سي، في مقال له نشرته الصحيفة أنه في ظل حلة التصعيد غير المسبوقة بين إيران والولايات المتحدة، التي شهدت انتشاراً أمريكياً في الخليج العربي هو الأكبر منذ غزو العراق عام 2003، إلا أن ترامب عاد وخفف من وطأة ذلك عندما قال في تغريدة له إنه متأكد من أن إيران سوف تتحدث إليه قريباً.

الأحد الماضي عاد ترامب من جديد ليشعل الأجواء من خلال تغريدة له قال فيها إنه في حال رغبت إيران بالقتال فإن ذلك سيعني نهايتها، متسائلا: "الأمر مربك، ما الهدف من هذا التناقض؟ ما الذي يحاول ترامب أن يحققه من ذلك؟".

يجيب جيرالد سي على تساؤلاته بالقول، إنه من المؤكد أن ترامب لا يسعى لنزاع مسلح مع إيران، لقد سبق له أن سعى لتجنب مثل هذه النزاعات في العراق وسوريا وأفغانستان وحتى مع كوريا الجنوبية، بل لم يتحرك عسكرياً في فنزويلا على الرغم من أن الأمر كان مطروحاً.

في هذه الأثناء كان الرئيس ومستشاره وصهره جاريد كوشنر يبشرون يوم الأحد الماضي بمسار دبلوماسي بدلاً من المسار الحربي في المنطقة، حيث وضعوا خطة لورشة اقتصادية تعقد في البحرين الشهر المقبل من أجل حل القضية الفلسطينية، وهي محاولة من إدارة ترامب لانتزاع مجموعة من الالتزامات المالية الدولية للفلسطينيين كخطوة أولى لدفعهم من أجل تقديم تنازلات دبلوماسية لإنهاء النزاع الطويل مع الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي فإن نجاح مثل هذه الخطوة سيكون معدوماً في حال نشب أي صراع مسلح مع إيران، من هنا يمكن القول إن الحرب ليست هي الهدف.

ويرى الكاتب أن ما يسعى إليه ترامب وفريقه هو استخدام العقوبات الاقتصادية من أجل مزيد من الضغوط غير المسبوقة على إيران من أجل تحقيق هدفين: الأول هو خنق إيران اقتصادياً لزيادة وتيرة الضغط الشعبي على النظام، وهذه ليست استراتيجية تغيير صريحة لكنها قريبة من ذلك، وهي كانت واضحة منذ قرار ترامب الانسحاب من صفقة النووي مع إيران التي أبرمها سلفه باراك أوباما، فلقد أعاد ترامب العمل بمنظومة العقوبات الاقتصادية على إيران.

إدارة ترامب تفعل أكثر من الضغط الاقتصادي على إيران، بحسب الكاتب، فهي جعلتها أكثر قسوة، حتى وصلت لمرحلة منع إيران من تصدير نفطها والوصول بها إلى صفر صادرات، أعقب ذلك سلسلة من العقوبات التي استهدفت قطاع التعدين وإعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية.

إن فكرة الاستياء الداخلي قد تؤدي إلى إسقاط النظام، فمساعدي ترامب يشيرون من وقت لآخر إلى حالة التذمر الشعبي والاستياء في محاولة منهم للتأكيد على أن العقوبات بدأت تؤتي ثمارها.

الهدف الثاني الذي تسعى إليه إدارة ترامب من خلال تكثيف الضغط على إيران هو إجبار قادة النظام للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة، وربما مع الرئيس ترامب نفسه، وهو أمر يبدو غير معقول في ظل الأجواء المشحونة حالياً.

لقد أثار ترامب هذه الفكرة خلال الأيام القليلة الماضية، حيث يؤكد كبار المسؤولين في إدارته أنه جاد في هذا الطرح، فهو يريد من هذا الضغط الاقتصادي تطبيق ذات المسار الذي تم فيه التعامل مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون.

لكن، إيران أصعب من بيونغ يانغ، يقول الكاتب، فهي أقل عزلة منها، دبلوماسياً واقتصاديا، ومع ذلك يعتقد مساعدو ترامب أنهم يمارسون ضغوطاً غير مسبوقة.

إن مخاطر سوء التقدير موجودة دوماً وهي في الحالة الإيرانية عالية المخاطر، كما يرى الكاتب، فقد تلجأ إيران إلى تحريك قواها الإقليمية في المنطقة لتخفيف حدة الضغط الاقتصادي، ما يعني أن الأمور يمكن أن تتدهور، خاصة إذا بدأت ميلشيات إيران باستهداف مصالح أمريكية.