الأربعاء 2020/05/27

وسط جائحة كورونا.. الصين تواصل طمس المظاهر الإسلامية في المساجد

مع تقدم خطة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين لطمس هوية المسلمين خارج منطقة شينجيانغ، تم تجريد عدد من دور العبادة في محافظة هينان من رموزها الدينية، وفق مجلة بيتر ونتر.

وأفادت المجلة على موقعها أن الصين، رغم مواجتها أزمة صحية بسبب تفشي وباء كورونا، إلا أن السلطات جندت في 18 مارس عمالا يضعون كمامات، للعمل على سطح مسجد غونغمازوانغ في منطقة التنمية الاقتصادية في مدينة تشنغتشو، عاصمة هينان.

ولم تكن هناك أي حاجة لأعمال إصلاح أو صيانة، بل إن الهدف كان إعادة تصميم المسجد ليبدو "صينيا بشكل أكبر" بعد إزالة قبابه والنجوم والأهلة التي كانت تزينه في نوفمبر الماضي.

وكان مكتب الشؤون الدينية في المدينة قد أمر بأعمال الترميم في يونيو الماضي، لكن القائمين على المسجد رفضوا الامتثال وقاوموا الأمر فيما وبخهم مسؤولو المكتب "لعصيانهم قيادة الحزب"، وفق المجلة المعنية بالحريات الدينية وحقوق الإنسان في الصين.

ونقلت بيتر ونتر عن مدير مسجد في تشنغتشو قوله إن "جميع المساجد في الصين تخضع لعمليات ترميم"، مضيفا أن الرئيس "شي جينبينغ يتصرف كطاغية. أي شخص يقاوم عمليات الهدم هذه سيفقد وظيفته وستعاقبه الحكومة".

ونسبت لمدير مسجد آخر قوله إن 50 مسجدا على الأقل في تشنغتشو شهد إزالة الرموز الإسلامية في العام الماضي. وأضاف "هذه رموز ديننا، لكنها تعدل الآن لتكون صينية".

وتابع "لا نجرؤ على قول أي شيء. يهدمون ثم يبنون شيئا جديدا، حقيقة إنه إهدار للمال والموارد البشرية. حتى الكلمات والعبارات باللغة العربية ينبغي محوها الآن من المركبات".

وذكرت المجلة أن الحكومة أنفقت حوالي 280 ألف دولار لإضفاء الطابع الصيني على مسجد نيزهوانغ في منطقة شينشوي في المدينة. وتمت إعادة تصميم المآذن وإزالة الأهلة والنجوم في نوفمبر الماضي.

ونقلت عن إمام في المسجد أن "المسجد الآن يشبه معبدا صينيا".

وفي إطار جهود تغليب الثقافة الصينية على المظاهر الإسلامية في البلاد، يجري شطب الأسماء والكلمات أو النصوص العربية من المحلات التجارية التي يديرها صينيون من إثنية هوي المسلمة.

وفي مدينة كيفنغ الواقعة في محافظة هينان، والتي تحتضن نسبة كبيرة من المسلمين الصينيين منذ القرن 11، تعج سوق الأطعمة بالمحلات التي تقدم وجبات صينية حلال.

لكن مع امتداد حملة الحزب الحاكم لمحو الثقافة العربية، بدأت يافطات المحلات تفقد أسماءها العربية التقليدية أو عبارات عربية كانت تعلقها.