الخميس 2020/06/04

وزير أمريكي سابق يتهم ترامب بـ”تقسيم” الولايات المتحدة

تخلى وزير الدفاع الأمريكي السابق "جيم ماتيس" عن تحفظه ليشن هجوماً لاذعاً على الرئيس دونالد ترامب، أمس الأربعاء، ويتهمه بالسعي إلى "تقسيم" الولايات المتّحدة التي تشهد احتجاجات غاضبة لم يسبق لها مثيل.

وقال ماتيس الذي استقال من منصبه احتجاجاً على انسحاب قوات بلاده من سوريا، إنّ "دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الأمريكيين، بل إنه حتّى لا يدّعي بأنّه يحاول فعل ذلك". وأضاف: "بدلاً من ذلك، فإنه يحاول تقسيمنا"، في تصريح نشرته مجلة "ذي أتلانتيك" على موقعها الإلكتروني.

وهذا أول انتقاد من نوعه يصدر عن ماتيس، الجنرال السابق في سلاح المارينز والذي يحظى بتقدير كبير في بلاده وسبق له وأن رفض مراراً توجيه أي انتقاد لترامب لأنّه كان يعتبر أنّه من غير المناسب انتقاد رئيس أثناء توليه منصبه.

ولكن الجنرال المتقاعد دافع في مرافعته الاتّهامية عن المتظاهرين الذين قال إنهم يطالبون "عن وجه حقّ" بالمساواة في الحقوق في تظاهرات غاضبة خرجت احتجاجاً على مقتل شاب أسود بيد شرطي في مينيابوليس في 25 أيار/مايو.

وقال ماتيس إن "الكيل قد طفح"، إذ يدفع الأمريكيون "عواقب ثلاث سنوات من غياب القيادة الناضجة".

ولم يتأخر ترامب عن الرد، مرسلاً تغريدة وصف فيها ماتيس بأنه "الجنرال الذي يحظى بأكثر تقدير مبالغ به في العالم" وبأنه "كلب مسعور". وقال "أنا سعيد لأنه غادر!" منصبه.

وبصفته أول من تولى وزارة الدفاع بعد وصول ترامب إلى البيت الأبيض دون أن تكون لدى الرئيس، حتى برأي الأوساط الجمهورية، خبرة عسكرية أو دبلوماسية، كان جيم ماتيس يعد أحد "البالغين القلائل" القادرين على احتواء اندفاعات ترامب.

وقدم استقالة كان لها صدى قوي في كانون الأول/ديسمبر 2018 في اليوم التالي لإعلان ترامب انسحاباً أحادياً من سوريا، دون استشارة حلفاء واشنطن في الحرب ضد تنظيم الدولة.

وجاء رده الأربعاء على طريقة إدارة ترامب لاحتجاجات الأسبوع الماضي، في المقال الذي حمل عنوان "في الاتحاد قوة"، ليقول: "لقد تابعت أحداث هذا الأسبوع وقد اعتراني شعور بالغضب والفزع".

وكتب جيم ماتيس "يجب ألا تشتت انتباهنا حفنة من الخارجين عن القانون. المظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف من الأشخاص المبدئيين الذين يصرون على ضرورة أن نلتزم بقيمنا".

وأضاف "يجب أن نرفض ونحاسب المسؤولين الذين يسخرون من دستورنا". وكتب: "عندما التحقت بالجيش قبل نحو 50 سنة، أقسمت على تأييد الدستور والدفاع عنه. ... لم أتخيل يوماً أن الجنود الذين يحلفون القسم نفسه، يمكن أن يتلقوا الأمر، مهما كانت الظروف، بانتهاك الحقوق الدستورية لمواطنيهم - ولا بالسماح للقائد العام المنتخب بأن يلتقط صورة، بطريقة سخيفة، مع القادة العسكريين إلى جانبه".