أجرى وفد من حركة طالبان محادثات مع المسؤولين الصينيين في بكين. وفي حين بدأت الحركة جباية الضرائب بمناطق محاذية لباكستان، تمسكت حكومة كابل بالحل السلمي للصراع، وحذرت واشنطن من تحول أفغانستان لدولة مارقة.وقد أعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان محمد نعيم أن نائب الشؤون السياسية في الحركة عبد الغني برادر يزور الصين على رأس وفد رفيع المستوى، بدعوة رسمية من بكين.وقال نعيم إن وفد طالبان "أكد للصين أن الأراضي الأفغانية لن تُستخدم ضد أمن أي بلد كان".وأكدت وزارة الخارجية الصينية الاجتماع، موضحة أن الوزير وانغ يي طلب من محاوريه "رسم خط أحمر بينهم وبين كل المنظمات الإرهابية على غرار الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية" (ميتو).واستغل وانغ محادثاته من أجل انتقاد واشنطن، مقدرا أن "الانسحاب السريع للجنود الأميركيين وقوات حلف شمال الأطلسي، يوضح فشل السياسة الأميركية في أفغانستان"، وفقا لتصريحات نقلتها وزارته.وأضاف أن "طالبان قوة سياسية وعسكرية حاسمة في أفغانستان"، معربا عن أمله في أن "تلعب دورا مهما في عملية السلام والمصالحة وإعادة الإعمار في أفغانستان".
الميداني والدبلوماسي
وتشير التقارير الميدانية، إلى أن القوات الأفغانية لا تبدي مقاومة تذكر في تصديها لطالبان ولم تعد تسيطر إلا على كابل وعواصم الولايات والطرق الرئيسية.يشار إلى أن ممثلي طالبان أجروا محادثات مؤخرا في إيران، وروسيا، ويواصلون التفاوض مع الحكومة في إطار اتفاق الدوحة.وتكثّف حركة طالبان جهودها الدبلوماسية، في مسعى لانتزاع اعتراف دولي مع أملها بتولي مقاليد السلطة مجددا، على وقع تقدمها العسكري السريع.وفي كابل، حضّ الرئيس الأفغاني أشرف غني المجتمع الدولي على "مراجعة رواية طالبان لناحية استعدادها وأنصارها لتبني حل سياسي".وقال إنه لا يوجد حل عسكري للنزاع في أفغانستان، وإن بلاده تؤمن بالحل السياسي.وحذر في كلمة ألقاها الأربعاء من أنه "من حيث الحجم والنطاق والتوقيت، نواجه غزوا غير مسبوق خلال الـ30 عاما الماضية".وأضاف "هؤلاء ليسوا طالبان القرن الـ20… لكن ترجمة للعلاقة بين الشبكات الإرهابية العابرة للحدود والمنظمات الإجرامية العابرة للحدود".وقال رئيس لجنة المصالحة في أفغانستان عبد الله عبد الله إن بلاده بحاجة إلى تعاون الدول الإقليمية من أجل عملية السلام.ومن جانبه، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن أفغانستان ستصبح دولة منبوذة، في حال سيطرت حركة طالبان على الحكم بالقوة، وارتكبت فظائع ضد شعبها، وفق تعبيره.وخلال زيارة يقوم بها للهند، قال بلينكن إن واشنطن ما تزال منخرطة في أفغانستان، وتقدم لهذا البلد المساعدات في المجالين، الاقتصادي والأمني.رسالة إلى التجار
في سياق متصل، أكد تجار ومصدرون أن حركة طالبان الأفغانية بدأت في تحصيل ضرائب على البضائع التي يتم نقلها عبر معبر حدودي رئيسي مع باكستان.وكان المعبر بين بلدة شامان شمال غربي باكستان ومنطقة سبين بولداك في أفغانستان قد سقط بأيدي مسلحي طالبان في وقت سابق من هذا الشهر.وأرسلت حركة طالبان وثيقة من 20 صفحة إلى التجار المقيدين في غرفة التجارة والصناعة الباكستانية الأفغانية المشتركة توضح لهم نسب الضرائب التي يتعين دفعها.وقال رئيس مجلس إدارة الغرفة زبير مطيع الله -من مدينة كراتشي الجنوبية- "تلقينا تلك القائمة بالأمس".وأفاد مطيع الله بأن المصدرين الباكستانيين يفكرون في تعليق الشحنات باستثناء المواد الغذائية القابلة للتلف إلى أفغانستان ودول آسيا الوسطى بسبب تطور الوضع.وقال مطيع الله إن نصف الصادرات الباكستانية التي تبلغ قيمتها نحو 2.5 مليار دولار سنويا إلى أفغانستان تمر عبر معبر شامان.
اقرأ المزيد