الأثنين 2018/12/03

واشنطن بوست: طغاة العالم ابن سلمان وبوتين يضحكون على ترامب

اعتبر الكاتب ماكس بوت أن طغاة العالم يضحكون على أمريكا والرئيس دونالد ترامب، وبدا ذلك واضحاً خلال قمة العشرين التي أقيمت مؤخراً في الارجنتين، مشيراً إلى اللقطة التي ظهر فيها كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهما يتبادلان الضحكات.

ولقت بوت في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن كلاهما (بن سلمان وبوتين) يهربان من جرائمهما لأن ترامب  لا يفعل شيئاً من أجل محاسبتهم.

وتابع أن ترامب ربما يكون قد حقق أكثر نجاحاته الدولية في قمة العشرين، ليس لأنه فعل الكثير في تلك القمة، ولكن لأنه لم يقدم على القيام بفعل يشكل هزة هائلة.

ومع الصين، يقول الكاتب، لم يتوصل ترامب لشيء جديد سوى الاتفاق مع الرئيس الصيني شي حين بينغ على مواصلة الحوار، كما تعهد ترامب بعدم زيادة الرسوم الجمركية على الصين لمدة 90 يوماً، على أن تلتزم بكين بالمقابل، بشراء المزيد من المنتجات الأمريكية، ولكن دون إعلان أرقام محددة.

على الأقل، بحسب الكاتب، لم يكن لدى ترامب أي لحظات متقلبة، كما حصل في إجتماعات مجموعة السبعة في كيبيك يونيو الماضي عندما رفض التوقيع على البيان الختامي أو عندما كان يميل إلى بوتين في هلسنكي بيوليو الماضي.

وتميز ترامب بقمة الأرجنتين بأنه أدلى بتصريحات مناسبة تعليقاً على وفاة جوج بوش الأب، بدلاً من مواصلة خلافاته مع عائلة بوش، فمع ترامب لا يمكنك أبداً أخذ هذه المجاملات البشرية كأمر مسلم به.

لكن مع ذلك لم يتحقق الكثير في قمة العشرين، فقد مر شهران على مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، وأسبوع منذ الاستيلاء غير القانوني الذي قامت به روسيا لسفن أوكرانية في مضيق كيرتش، ومازال مرتكبو هذه الجرائم لا يدفعون الثمن.

ويضيف ماكس بوت: "لقد ظهر محمد بن سلمان وبوتين وهما يتصافحان بحرارة ويضحكان، هذه اللقطة ذكرتني برسم كارتوني بعد الحلف النازي السوفيتي عام 1939، حيث ظهر كل من هتلر وستالين، صحيح أن بن سلمان وبوتين ليسا هتلر أو ستالين، لكن أيديهم ملطخة بدماء جديدة، بما في ذلك ضحايا القصف السعودي على اليمن، والقصف الروسي على سوريا، إنهم يهربون من جرائمهم لأن ترامب لا يفعل شيئاً لمحاسبتهم".

ويرى الكاتب أن رفض ترامب الاجتماع ببوتين رسمياً في قمة العشرين لن يغير في الأمر شيء، علماً أن هناك من شاهدوهم يلتقون على العشاء في تلك القمة، وهو ما يؤشر من جديد على الضعف الأمريكي الذي سيشجع بوتين على المضي قدماً دون تراجع.

وبالمثل، فإن إنكار الأدلة التي قدمت وتشير لتورط بن سلمان بقضية مقتل جمال خاشقجي، يؤكد أن ترامب ليس قوياً بما فيه الكفاية ليحاسب حليفه.

بحسب الكاتب، فعلى الرغم من توسلات الولايات المتحدة لمنع السعودية من شراء منظومة أس 400 الدفاعية من روسيا، فإن مصافحة بن سلمان لبوتين كانت رسالة لواشنطن.

لكن رغم كل شيء، يرى الكاتب، أن الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير مما ظهر عليه ترامب، فقد ظهر مشتتاً وشعر أنه مضطر لإلغاء عدة اجتماعات، وبالكاد كان قادراً على أداء واجبات مكتبه فهو الآن منشغل ببقائه السياسي الذي لم يعد على ما يبدو مضموناً.