الثلاثاء 2019/05/07

واشنطن بوست: تصنيف الإخوان جماعة إرهابية يحوّل المسلمين لكبش فداء

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراراً بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب، من شأنه أن يجعل كل المسلمين كبش فداء نتيجة لذلك.

وتابع أرسلان افتخار، المحامي الدولي المختص في حقوق الإنسان، أن مثل هذا القرار يمكن أن يلحق الضرر بملايين المسلمين في حركة سياسية متنوعة لم يسجل عليها تبنيها للعمل المسلح، طيلة 50 عاماً.

ويضيف الكاتب، لقد جرت محاولات سابقة لوضع الجماعة على لائحة الإرهاب، غير أنها كانت تصطدم برفض مسؤولي الاستخبارات والمحللين التابعين لوزارة الخارجية، لكن الأمر هذه المرة مختلف لوجود ترامب في البيت الأبيض، والذي يبدو أن معاداة المسلمين أمر يتلاءم مع سياساته.

ويؤكد المحامي الدولي افتخار أنه حتى المخابرات المركزية الأمريكية تعتقد أن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية هو فكرة رهيبة، حيث حذر خبراء الوكالة قبل عامين من إجراء مثل هذا لكونه سيؤدي إلى تأجيج العنف ويضر بعلاقات أمريكا بحلفائها.

ويشير الكاتب إلى وثيقة داخلية لوكالة المخابرات الأمريكية نشرت في 31 من يناير من العام 2017، أشارت إلى أن "الجماعة تضم ملايين الأتباع حول العالم وأنها، أي جماعة الإخوان المسلمين، عارضت علناً سياسات تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة وغيرهما من الجماعات في العالم".

وعلى مدى عقود تم اختزال جميع السياسيين المسلمين الأمريكيين والمسؤولين الحكوميين والمنظمات المدنية، ووصفهم بجماعة الإخوان المسلمين، كما أن اسم الجماعة تم استخدامه من قبل الجماعات المناهضة للمسلمين لمهاجمة مسؤولين حكوميين مسلمين مثل عضو الكونغرس كيث إليسون.

ويتابع المحامي الدولي أنه في حال تم وضع الإخوان على لائحة الإرهاب، فإن نحو 7 ملايين مسلم أمريكي يمكن أن يكونوا هدفاً رئيسياً بعد ذلك، كم أنه من الممكن أن تتم مقاضاة منظمات مسلمة ونشطاء في المجتمع ممَّن يمكن اتهامهم بصلاتهم مع الجماعة أو تلقيهم الدعم المادي منهم، "ببساطة فإن تسميتهم منظمة إرهابية سيؤدي إلى شعور المسلمين في أمريكا بالخوف والارتباك، كما أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى التضييق على حريتهم".

ويرى الكاتب أن كثيرين يعتقدون أن تسمية الإخوان جماعة إرهابية هو مجرد ستار دخاني سياسي لتجريم الحياة المدنية الإسلامية، وسبق أن حذرت جماعات بارزة من خطورة هذه الخطوة، لكونها ستهدد الحقوق الدستورية لملايين المسلمين الأمريكيين.

ويعتقد الكاتب أنه في حال نجحت إدارة ترامب بتسمية الجماعة جماعة إرهابية فإن ذلك سيؤدي إلى مزيد من الحرمان الذي يعيشه المسلمون في الولايات المتحدة، والذين بدأ الكثير منهم يشعرون فعلاً بأنهم غرباء.