الأثنين 2019/05/20

واشنطن بوست: ترامب يضع المنطقة على حافة السكين

وصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تغريدة الرئيس دونالد ترامب التي توعد فيها إيران ليلة الأحد بالنهاية إذا ما فكرت الاعتداء على المصالح الأمريكية، بأنها وضعت الشرق الأوسط على حافة السكين، بعد أن شهدت التصريحات بين طهران وواشنطن حالة من الهدوء الأسبوع الماضي.

تغريدة ترامب تأتي بعد ساعات قلائل من سقوط صاروخ بالقرب من السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء المحصنة بالعاصمة العراقية بغداد، ما زاد من حدة التوتر، خاصة وأن هذا الهجوم جاء بعد أيام من الهجمات على ناقلات النفط والمنشآت النفطية بالسعودية.

ورغم ذلك، تقول الصحيفة في مقال تحليلي إن الخبراء يعتقدون أن كل تلك الحوادث لا تبرر التصعيد الأمريكي الذي تمثل في إرسال الولايات المتحدة مجموعة من حاملات الطائرات وقاذفات جوية في إطار محاولة واشنطن لردع طهران، كما جاء في التصريحات الأمريكية.

وبدلاً من ذلك، أثارت أنباء عمليات الانتشار رد فعل دبلوماسي ضد إدارة ترامب، حيث شدد الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط على ضرورة توخي الحذر والإصرار على أنهم لا يريدون الحرب، وبدلاً من تحريك جبهة موحدة لمواجهة دور إيران في المنطقة، بدت الجهود الأمريكية وكأنها عزفت منفرد ووحيد واستفزازي.

وتضيف الصحيفة أن رسائل ترامب من زيادة الضغط على إيران لم تتحقق، فقد بدا أن هناك تنافراً واضحاً بين الأعضاء في إدارته، بين من يريد المواجهة مع إيران وبين فريق أخر يرغب في رؤية الولايات المتحدة تبتعد عن صراعات الشرق الأوسط.

وتشير الصحيفة إلى ما قالته اليزابيث ديكنسون، من المجموعة الدولية للأزمة لصحيفة وول ستريت جورنال، وقالت إن هناك مخاوف من صراع مأساوي في الشرق الأوسط، والمنطقة بدت وكأنها على حافة السكين.

وترى الصحيفة أن حالة اللعب بهذا الشكل قد تلحق الضرر بمصداقية ترامب بين الحلفاء.

يقول جون بي الترمان مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن المصداقية أمر صعب على الرئيس أن يحافظ عليه، إذا كنت تتوعد برد فعل على فعل معين ثم يحصل الفعل وتقرر عدم الرد عليه فإن مصداقيتك ستنتهي وعليك التوقف عن السير في هذا المسار.

ومع ذلك، تقول الصحيفة، فإنه يمكن لإدارة ترامب أن تشير إلى بعض الانتصارات في تعاملها مع إيران، ولعل من أبرزها أن العقوبات الأمريكية الشديدة على صناعة النفط الإيرانية قد أضرت بقدرة طهران على تمويل بعض مجموعاتها الفرعية في الخارج، حيث خفّضت مليشيا حزب الله  ميزانياتها وسط عجز في التمويل، غير أن ذلك يرفع أيضاً من خطر التصعيد العسكري.

نعم قد لا تكون الحرب في الأفق، تضيف واشنطن بوست، لكن السحب الداكنة تلوح في الأفق، وأكدت المشاحنات المحمومة الأسبوع الماضي الفجوة الواسعة بين إدارة ترامب ونظرائها الأوروبيين، الذين يرون أن الأزمة هي نتيجة قرار ترامب الأحادي الجانب بإلغاء الإلتزامات الأمريكية بالاتفاق النووي الإيراني، ومن وجهة نظرهم فإن الولايات المتحدة هي التي تلعب دور المحرض.