الخميس 2018/03/15

واشنطن بوست…ترامب أهان أمريكا بإقالة تيلرسون بتغريدة

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن إقالة وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، من قبل الرئيس دونالد ترامب عبر تغريدة على تويتر “مثلت إهانة للدبلوماسية الأمريكية”.

وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أن تيلرسون كان وزيراً “ضعيفاً”، فالمسؤولون النفطيون المخضرمون لم يدركوا أبداً أساسيات الدبلوماسية، ومن ذلك أهمية الاتصال العام، فقد أضر تيلرسون بشدة بوزارة الخارجية، وتجاهل مهنيتها، فقد غادر العشرات من الموظفين أثناء عملية إعادة التنظيم التي لم تكن موفقة، كما أنه تجاهل المبادئ الأمريكية من خلال التقليل من شأن حقوق الإنسان، وثبت أنه مفاوض غير فعال، سواء مع حلفاء الولايات المتحدة في دول الخليج أو مع خصومها مثل روسيا.

ولكن مع ذلك، فلا يبدو أن أياً من تلك النقاط التي سجلت على تيلرسون كانت سبباً لإقالته من خلال تغريدة للرئيس ترامب، الثلاثاء، التي شكلت الإهانة الأخيرة التي وجهها ترامب لكبير الدبلوماسية الأمريكية، بحسب الصحيفة.

لم يكن تيلرسون- تتابع “واشنطن بوست”- يسير بنفس النسق مع ترامب في السياسة الخارجية، فقد عارضه في ملفات عدة، منها إبطال الاتفاق النووي مع إيران ومعاهدة باريس للمناخ، كما عارضه في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وعندما تحدث تيلرسون عن أهمية أن تُعطى الدبلوماسية فرصتها للتفاوض بخصوص كوريا الشمالية، قال ترامب، في تغريدة له، إن ذلك مضيعة للوقت، وبينما كان تيلرسون يرى أن التفاوض مع كوريا الشمالية قد يكون بعيد المنال، خرج ترامب ليوافق على عقد قمة مع الرئيس الكوري الشمالي.

لم يدعم ترامب مواقف تيلرسون في العديد من الملفات، ووضعه في مواقف صعبة، فعندما قال تيلرسون إنه اتفق مع بريطانيا على أن روسيا يجب أن تتحمل المسؤولية عن مقتل الجاسوس الروسي في بريطانيا من خلال غاز الأعصاب، فإن موقف ترامب كان ملتبساً إزاء القضية.

وتقول الصحيفة إن مايك بومبيو، مدير السي آي إيه وعضو الكونغرس السابق، الذي رشحه ترامب ليكون وزيراً للخارجية، سيكون أكثر توافقاً مع مواقف إدارة البيت الأبيض، فهو يشاطر ترامب رفضه للاتفاق النووي مع إيران، وسبق له أن تحدث عن تغيير النظام في كوريا الشمالية كهدف من الأهداف التي يجب أن تعمل عليها واشنطن.

ولعل من الأشياء التي يجب أن يعطيها بومبيو أولوية محاولةَ استعادة الروح المعنوية والمهنية لوزارة الخارجية، ومحاولة ملء عشرات الوظائف المهمة التي بقيت شاغرة.

وسيواجه بومبيو العديد من التحديات القوية، فبعد شهرين سيحل الموعد النهائي لتجديد تعليق العقوبات على إيران، كما أنه سيكون على موعد مع القمة المرتقبة بين ترامب والرئيس الكوري الشمالي المقررة في نهاية مايو المقبل، وأيضاً فإن بريطانيا بحاجة إلى دعم أمريكي للرد على عملية تسميم الجاسوس الروسي بغاز الأعصاب في بريطانيا، كل هذه القضايا وغيرها سيتعين على بومبيو وترامب مواجهتها.

وسيتعين على بومبيو، مرشح ترامب لوزارة الخارجية، وجينا هاسبل، مرشحة ترامب لوكالة الاستخبارات المركزية، الحصول على موافقة مجلس الشيوخ، وسيكون بانتظار بومبيو الإجابة عن تساؤلات أعضاء المجلس حول كيفية إلغاء صفقة النووي مع إيران دون أن يؤدي ذلك إلى خرق الاتفاق مع حلفاء واشنطن الذين شاركوها التوقيع على هذا الاتفاق أو خوض الحرب مع إيران إذا استدعت الضرورة.