الأثنين 2020/04/27

هل غير فيروس كورونا سياسة إيران تجاه “إسرائيل”؟

بالرغم من أن النظام الإيراني دائم الشكوى في الفترة الأخيرة من تأثير العقوبات الاقتصادية عليه في مكافحة فيروس كورونا، أعلن الأسبوع الماضي عن نجاح إطلاق قمر صناعي باستخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية، ولم تكتمل فرحة إيران بانجازها حتى فجّر قائد القوة الأميركية الفضائية جون دبليو رايموند مفاجأة كبيرة قائلا إن القمر لا يمتلك أي تكنولوجيا ولا يشكل أي خطورة، وذلك بسبب الكاميرا المركبة على الصاروخ فهي من نوع ويب عادي جدا وتم تركيبها بالمقلوب، ومن غير المحتمل أن توفر أي معلومات استخباراتية.

ولكن رغم ذلك يعتبر هذا الإطلاق خطوة في مشروع إيران لتطوير السلاح النووي، رغم معاناتها من فيروس كورونا، وفقاً لصحيفة "جيروزالم بوست الإسرائيلية".

وإيران هي بؤرة الوباء في منطقة الشرق الأوسط، فوفقاً لأرقام الحكومة أصيب أكثر من 90 ألف وقتل نحو 5700 آخرين، إلا أن الأرقام الحقيقة أكبر من ذلك بكثير، وفقاً لتصريحات "يوسي كوهين رئيس الموساد الإسرائيلي".

ومع إجراءات الإغلاق التي فرضها تفشي الفيروس في المدن الإيرانية، أصبحت طهران تعاني من ضائقة اقتصادية شديدة وخاصة أن الاقتصاد كان في وضع صعب بسبب العقوبات الأميركية وانهيار أسعار الضغط.

وأكدت الصحيفة العبرية أن الإطلاق الناجح للقمر الصناعي الأسبوع الماضي، والذي جعل إيران واحدة من نحو 12 دولة فقط قاموا بعمليات إطلاق مدارية، يؤكد ما يقوله الكثير من الخبراء أن تفشي كورونا والأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد لن يؤثر على سياستها.

إلا أن مدير السياسة والتخطيط والتقييم بوزارة الخارجية "الإسرائيلية"، أوري ريسنيك يعتقد أن الاقتصاد الإيراني في محنة كبيرة وأن أزمة فيروس كورونا تزيده سوءا، وذلك يجعل من الصعب عليها محاولة تطوير أسلحة وصواريخ نووية، وهذا ما سيضعف تأثيرهم في المنطقة.

 وأضاف: "ومع ذلك، إذا شعرت طهران أن ظهرها إلى الحائط، فقد تعزز من سلوكها العدواني".

وأشار إلى أنه على الرغم من الأزمة الإنسانية والصحية، فإنه لا توجد علامة على أنها تخلت عن سلوكها فيما يتعلق بالبرنامج النووي ورعاية الإرهاب. 

وحذر "ريسنيك" من خطر استغلال طهران أزمة كورونا لتشتيت انتباه العالم عن تحركاتها، والضغط على أميركا لتخفيف العقوبات الاقتصادية.

وأوضح ريسنيك أن "المساعدة الإنسانية مستثناة من العقوبات وحتى الولايات المتحدة عرضت عليهم المساعدة وهو ما رفضه الإيرانيون، ويجب عدم تخفيف العقوبات"، مضيفاً: "لديهم ما يكفي من الموارد للتعامل مع الأزمة إذا أرادوا، على سبيل المثال، كان بإمكانهم وضع مصلحة مواطنيهم قبل مشروعهم النووي".

من جانبه، يرى السفير "الإسرائيلي" السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين عكس ذلك، مؤكداً أن طهران ووكلائها في المنطقة سيعززون فرص الحرب والإرهاب بسبب فيروس كورونا.

وقال إن إيران تنتظر حتى بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية في تشرين الثاني القادم قبل اتخاذ قرارات رئيسية بشأنها وتحركات وكلائها تجاه أميركا و"إسرائيل"، مشيراً إلى أن إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعني أن الأوضاع ستكون غيرة مستقرة بالنسبة للنظام الإيراني.

ويعتقد أورين أن أربع سنوات أخرى من العقوبات ستجعل النظام يواجه أزمة اقتصادية حادة، وفي حالة فوز ترامب سيكون على طهران أن تختار إما الدخول في مفاوضات وتقديم تنازلات كثيرة، أو إثارة أي نوع من الصراع ومحاولة استغلال الأزمة الاقتصادية التي ستعاني منها أميركا بعد أزمة كورونا. 

وألمح إلى أنه إذا شنت إيران أو وكلائها هجومًا كبيرا، فقد لا تتمكن تل أبيب من الاعتماد على الولايات المتحدة مثلما هو معتاد، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن إدارة ترامب متحفظة على التورط في أي نوع من الحرب، وأن إيران تفضل صراعا بالوكالة بدلا من الصراع المباشر مع "إسرائيل".

وأكد أنه إذا جرت مفاوضات بين واشنطن وتل أبيب، يجب على "إسرائيل" أن تعلن احتياجاتها وهي تفكيك البرنامج النووي الإيراني والكشف عن الأنشطة النووية السابقة، وإنهاء برنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وإنهاء دعمها للإرهاب.

أما في حالة فوز جو بايدن برئاسة أميركا، يري أورين أن المرشح الديمقراطي سيرفع العقوبات ويعيد الاتفاق النووي، وهذا ما يعني أن عشرات الملايين من الدولارات ستتدفق إلى إيران، مما يسمح لاقتصادها بالانتعاش، وستكون إيران قادرة على إنتاج عشرات القنابل النووية في غضون فترة زمنية قصيرة.

أما الخبراء الأميركيون كانوا أكثر تفاؤلاً من "الإسرائيليين"، حيث قال الممثل الأميركي الخاص لإيران بريان هوك إن إيران أقل قدرة على تهديد "إسرائيل" هذه الأيام، وأن النظام الإيراني يفقد نفوذه في المنطقة، وأن العقوبات الأميركية قلصت من قدرتها على تمويل وكلائها في المنطقة مثل "حزب الله" اللبناني.

بينما ذكر مصدر آخر في إدارة ترامب أنه منذ مقتل قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" الإيراني، أصبحت إيران أكثر ترددًا في أن تكون استفزازية مع إسرائيل كما كانت.

وأضاف لقد أثرت الأزمة الاقتصادية على عملاء إيران، فأصبحوا يتلقون أموال وسلاح أقل، مما يجعل من الصعب على طهران الحفاظ على نفوذها في المنطقة.