الخميس 2020/05/28

هل تصبح القارة الأفريقية حدود “خلافة” تنظيم الدولة المقبلة؟

مع الانتكاسات التي تعرض لها تنظيم الدولة في سوريا والعراق، ظهرت أفريقيا على أنها القارة الوحيدة التي يمكن له أن ينشط فيها كما فعل في العراق قبل 2018 ليبقى على قيد الحياة، وفقاً لـمركز السياسة العالمية.

لا يمكن للتنظيم الدولة شن هجمات معقدة في أفريقيا فحسب، بل يمكنه أيضًا احتلال الأراضي والتغلب على الجيوش، ومع تزايد عدد السكان بسرعة، والروايات التاريخية حول إحياء الدول الإسلامية قبل الاستعمار، والتحديات الناتجة عن ضعف الحوكمة، كلها عوامل يمكن أن يجدها التنظيم أرضًا خصبة في القارة.

وأكد المركز أنه توجد ثلاث ولايات للتنظيم في أفريقيا، هي ولاية غرب أفريقيا تتواجد في نيجيريا والنيجر وتشاد والكاميرون وبوركينا فاسو ومالي، وولاية وسط أفريقيا تتواجد في الكونغو الديمقراطية وموزامبيق، وولاية سيناء في مصر، بالإضافة إلى ولاية تابعة لولاية غرب أفريقيا في الجزائر.

أما بالنسبة لمقاتلي التنظيم في الصومال فهم أضعف بكثير من عناصر تنظيم القاعدة (حركة الشباب)، ويتم استهدافهم بانتظام من قبل القوات الأميركية والجيش الصومالي.

علاوة على ذلك، كانت هناك ثلاث محافظات للتنظيم في ليبيا، لكنها ضعفت إلى حد كبير بعد الهزيمة التي تعرض لها عام 2016، على الرغم من أن محافظات التنظيم في ليبيا تشبه وضع التنظيم في سوريا والعراق حيث تعمل هيكليات التنظيم بشكل سري وتستقبل عناصر ووفود جديدة.

وبالرغم من أن ولايات تنظيم الدولة في غرب ووسط أفريقيا تنظم هجمات وعمليات أقل من سيناء إلا أن لديها القدرة على احتلال الأراضي أكثر كما حدث في سوريا والعراق، كما أن ولاية سيناء تحت حصار جوي وبري شديد من الجيش المصري و"الإسرائيلي" بالرغم الأضرار التي تلحقها بالجيش المصري بين الحين والآخر.

وتعتبر ولاية غرب أفريقيا هي امتداد لتنظيم بوكو حرام، الذي أعلن في آذار 2015 الولاء لتنظيم الدولة ولزعيمه أبو بكر البغدادي.

ومنذ 2018، وصلت هذه الولاية إلى مستوى من القوة لم تصل إليه من قبل، فقد ضاعفت هجماتها على الجيش النيجري، وسيطرت على القاعدة العسكرية متعددة الجنسيات على الجانب الآخر من بحيرة تشاد، وبحلول يونيو 2019، أصبحت ولاية غرب أفريقيا أقوى ولاية التنظيم خارج العراق وسوريا.

على الرغم من أن التنظيم يسيطر حتى على 1٪ من الأراضي الأفريقية، فإن جميع الدول الأفريقية تقريبًا تخشى من التنظيم وتوسع هجماته وعملياته، وهذا يشمل دولًا لم تتعرض بعد لهجمات تنظيم الدولة مثل السنغال.

كما أن التنظيم في غرب ووسط إفريقيا من الصعب هزيمته عسكرياً، دون تشكيل تحالف دولي على غرار التحالف في سوريا والعراق، بحسب ما خلص تقرير مركز السياسة.