الأثنين 2020/09/14

هل انسحبت سفينة التنقيب التركية خوفاً من “العصا الأوروبية”؟!

أشاعت مواقع إخبارية وقنوات فضائية وصحف وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي معظمها مصرية أو سعودية أو إماراتية ادعاءً مكذوباً بأن تركيا رضخت لضغوط أوروبية وأمريكية بالدرجة الأولى، أرغمتها على إعادة سفينة التنقيب "الريس عروج" (أوروتش رئيس) إلى ميناء أنطاليا في 13 سبتمبر/أيلول بعد نحو 34 يوماً من بدء مهمتها في شرق المتوسط.

وعنونت تلك المواقع والصحف أن "أردوغان يتراجع على وقع التهديدات"، حسب موقع "العين الإخباري" الاماراتي.

ونشر في نفس اليوم، 13 سبتمبر/أيلول، خبراً ثانياً جاء فيه "عصا أوروبا الغليظة وضغط واشنطن.. أردوغان يرضخ بالمتوسط".

بينما ادعى موقع "إرم نيوز" (سعودي) أن محللين سياسيين، وكعادة الموقع لم يذكرهم بالاسم، قالوا إن "تركيا تنصاع في اللحظات الأخيرة، وتتراجع حيال ملفات وقضايا شائكة في المنطقة، حينما تشعر أن ثمة قوة جدية رادعة لطموحاتها".

فيما زعمت قنوات أخرى أن تركيا سحبت سفينة تنقيب من المناطق المتنازع عليها في شرق المتوسط خوفا من العقوبات!

والغريب أن هؤلاء لم يكلفوا أنفسهم البحث في المواقع الإخبارية ليجدوا كذب ادعاءاتهم.

وعلى ما يبدو فإنهم جميعا تعمدوا بث الاشاعات واختلاق أسباب لا صحة لها تقف وراء سحب السفينة، وتصوير الأمر رضوخاً تركياً لضغوط خارجية أو خوفاً تركياً من اليونان أو غيرها.

وندرج هنا سياقاً تاريخياً يوثق أهم المحطات في مهمة السفينة ومن مصادر معتبرة.

-في 10 أغسطس/آب نقلت مواقع إخبارية تصريحات لمسؤولين أتراك في البحرية التركية تحدثوا عن بدء عمل سفينة "الريس عروج" (أوروتش رئيس) مهمتها في المتوسط حتى 23 أغسطس/آب الماضي.

-وفي 23 أغسطس/آب، أي في نفس اليوم الذي انتهت فيه رسميا المدة الزمنية المحددة لمهمة السفينة، أعلنت تركيا تمديد مهامها من 23 الى 27 أغسطس/آب.

لكن سفينة التنقيب لم تنه مهمتها الاستكشافية، عادت تركيا لتعلن تمديدها أربعة أيام إضافية من 27 أغسطس/آب لغاية الأول من سبتمبر/أيلول.

-وفي الأول من سبتمبر/أيلول، أعلن التلفزيون الرسمي التركي أن السفينة ستواصل عملها في المنطقة المعلنة مسبقا حتى 12 سبتمبر/أيلول المقبل برفقة سفينتي أتامان وجنكيز خان".

وبهذا يكون انسحاب السفينة في 13 سبتمبر/أيلول إلى الموانئ التركية كان مقرراً قبل هذا اليوم بنحو أسبوعين وليس نتيجة تهديدات أو تصريحات عدائية أو ضغوطات.

وتعد سفينة "الريس عروج" إحدى السفن البحثية النادرة في العالم، وهي مجهزة بالكامل ومتعددة الأغراض، وتستطيع القيام بعمليات مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد حتى عمق 8 آلاف متر، وعمليات مسح زلزالي ثنائي الأبعاد حتى عمق 15 ألف متر.