السبت 2020/03/21

هكذا أجبر كورونا “أقوى جيش في العالم” على التغيير

يسبب فيروس كورونا المستجد الذي أجبر السلطات على إبقاء العسكريين داخل قواعدهم، اضطراباً في عمليات الجيش الأمريكي في العالم، من تأجيل الانسحاب من أفغانستان، إلى خفض الوجود في العراق وإلغاء تدريبات وتوقيف التجنيد.

وأكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر لقناة "فوكس نيوز" أمس الجمعة، أن "المهمة الأولى للجيش الأمريكي تبقى تأمين حماية الشعب الأمريكي والبلاد ومصالحنا في الخارج. أؤكد لكم أن كل شيء تحت السيطرة".

في الوقت نفسه، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تغطي العراق وسوريا "إعادة انتشار" لقواتها في المنطقة.

وقالت القيادة المركزية في بيان: "لمنع انتشار كوفيد-19، علق الجيش العراقي كل تدريب. نتيجة لذلك سيرسل التحالف مؤقتاً بعض العناصر المتخصصين في التأهيل إلى بلدانهم في الأيام المقبلة".

وقرر الجيش الأمريكي الذي يمثل الجزء الأكبر من القوات المنتشرة في العراق سحب قواته من قواعد صغيرة أبعد، يمكن أن تتعرض فيها لهجمات مجموعات مسلحة موالية لإيران، لإعادة تجميعها في قواعد أكبر وتتمتع بحماية أكبر.

وحذرت القيادة المركزية من أنه "في المستقبل، نتوقع أن يدعم التحالف القوات العراقية من عدد أقل من القواعد، بعدد أقل من الأفراد"، مؤكدة أن التحالف "يبقى ملتزماً على الأمد الطويل" في المعركة ضد تنظيم الدولة.

في أفغانستان حيث بدأت الولايات المتحدة سحب أكثر من خمسة آلاف جندي في مرحلة أولى من تنفيذ اتفاق مع حركة طالبان، توقفت كل التحركات.

وقال الجنرال أوستن ميلر قائد القوات الأمريكية في أفغانستان: "لحماية قواتنا وهي في صحة جيدة حالياً" تجرى تعديلات "ضرورية" عبر "وقف كل التحركات على ساحة" الحرب.

وأوضح الجنرال ميلر في بيان الخميس: "في بعض الحالات ستدفع هذه الإجراءات بعض عناصر القوات المسلحة إلى البقاء (في أفغانستان) إلى ما بعد الفترة المقررة وسيواصلون مهامهم".

تجنيد عبر الانترنت:

منذ ظهور فيروس كورونا المستجد، ألغي عدد من التدريبات العسكرية خصوصاً في كوريا الجنوبية وإفريقيا. وتم تقليص التدريب الواسع المعروف باسم "ديفندر-20" الذي كان يُفترض أن يشارك فيه عشرون ألف جندي أمريكي في القارة الأوروبية في زمن "المنافسة الاستراتيجية" مع موسكو، إلى حد كبير.

واعترف الوزير الأمريكي لسلاح البر راين ماكارثي بأن "ديفندر-20" الذي يفترض أن يكون أكبر تدريب للجيش الأمريكي في أوروبا منذ 25 عاماً، سيجري "بنسبة 45 بالمئة".

وفي كل مكان، وضع العسكريون الأمريكيون في قواعدهم التي تراقَب مداخلها بدقة عبر استمارات وقياس درجات الحرارة. والعسكريون الذين يعانون من عوارض أو أصيبوا بالعدوى يوضعون في حجر صحي في غرف منفصلة بينما تتخذ إجراءات الوقاية الصحية والحد من الاتصالات وتطبق بصرامة، وفق نظام انضباط الجيش.

ومنعت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) منذ بداية الشهر العسكريين من الرحلات الدولية سواء للسفر إلى الخارج أو للعودة إلى عائلاتهم.

وأدى فيروس كورونا إلى تغيير طريقة عمل القيادة العليا العسكرية الأمريكية. فوزير الدفاع ورئيس أركان الجيوش لا يتحدثان حالياً إلا عبر الفيديو.

وحتى التجنيد الذي يكتسب أهمية خاصة في الربيع مع انهاء المرشحين لدراستهم، أصبح يجري عبر الإنترنت، كما قال رئيس أركان القوات البرية الجنرال جيمس ماكونفيل.

وصرح الجنرال ماكونفيل في مؤتمر صحفي: "ننتقل إلى التجنيد الافتراضي". وأضاف: "الجزء الأكبر يجري على شبكات التواصل الاجتماعي، وهذا يسمح لنا بحماية جنودنا وكذلك المجندين الجدد".

ويحاول العسكريون التقليل من خطورة الوضع معتمدين على واقع أن خصومهم أكثر انشغالا منهم بمكافحة الفيروس.