الثلاثاء 2020/09/29

“نيويورك تايمز”: سفن أوروبية لمكافحة الهجرة غير الشرعية تعمل سراً في تهريب البضائع

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن أن سفينة كابريرا، وهي سفينة حربية إيطالية اشتهرت في عمليات منع المهاجرين إلى أوروبا، تستخدم في تهريب السجائر دون جمارك.

وكانت السفينة قد عادت إلى قاعدتها في جنوب إيطاليا في يوليو/تموز 2018، بعد أن ساعدت في اعتراض أكثر من 80 قارب لتهريب المهاجرين قبالة سواحل ليبيا، ومنعت أكثر من 7 آلاف شخص من الوصول إلى أوروبا.

وبسبب هذا العمل، حازت السفينة كابريرا على ثناء وزير الداخلية الإيطالي آنذاك، ماتيو سالفيني، وهو قومي مناهض للمهاجرين، حيث أشاد بالسفينة وقال إنها دافعت عن أمن إيطاليا.

ولكن المصادفة، أن هذه السفينة التي منعت المهاجرين من الوصول إلى حلمهم المنشود، هي نفس السفينة التي هربت نحو 700 ألف سيجارة إلى أوروبا، فأثناء تفتيش السفينة في اليوم الذي عادت فيه إلى إيطاليا، عثرت الشرطة على سجائر وأدوية مهربة.

ودأبت السفينة على التزود بالبضائع المهربة في العاصمة الليبية طرابلس، في الفترة من آذار إلى تموز 2018، كجزء من مهمة مكافحة تهريب المهاجرين من قبل البحرية الإيطالية، بحسب الصحيفة.

وقال غابرييل غارغانو، ضابط الشرطة الذي قاد التحقيق، إنه رأى الكثير من عمليات التهريب، لكنه لم ير في حياته سجائر مهربة على متن سفينة عسكرية.

وفي ذلك الوقت، كانت الدول الأوروبية، وخاصة إيطاليا، تغلق موانئها أمام المهاجرين، وتجرم الطواقم الخاصة التي أنقذتهم في البحر الأبيض المتوسط، وتلقي بالمسؤولية على خفر السواحل الليبي في عمليات البحث والإنقاذ.

وتجري الآن محاكمة في برينديزي، حيث اتهم 5 بحارة بالتورط في عملية التهريب، لكن التحقيق توسع إلى ما بعد كابريرا، وشمل عدة سفن أخرى مثل كابري، وتمت مداهمة سفينة حربية ثالثة شاركت في المهمة بنابولي في أيار الماضي، للاشتباه بعملية تهريب.

وبهدف وقف موجات الهجرة والحد منها، أبرمت الحكومة الإيطالية اتفاقا عام 2017 مع حكومة طرابلس، ووعدت إيطاليا بتقديم دعم لوجستي ومالي، بتمويل جزئي من الاتحاد الأوروبي، لإعادة بناء خفر السواحل الليبي، وبموجب الاتفاقية، تبرعت إيطاليا بسفن قديمة إلى ليبيا، كما نشرت سفنا بحرية لمكافحة الهجرة.

ويعتقد المحققون أن البحارة اشتروا السجائر بأوراق نقدية من صندوق طوارئ بمئات الآلاف من اليوروهات، قدمته الدولة الإيطالية، وتم الاحتفاظ به على متن السفينة كابريرا، وللتغطية على الاختلاس، دفعوا الأموال إلى وسيط، وهو مسؤول في خفر السواحل الليبي يدعى حمزة بن أبو العاد.

واتهم التقرير أبو العاد بأنه قدم إلى البحارة الإيطاليين فواتير شراء قطع غيار للسفن مختومة من شركة وهمية للتغطية على الجريمة، وأفلت أبو العاد من العقاب، وتمت ترقيته، وهو الآن كبير مهندسي خفر السواحل الليبي.

وعادت كابريرا إلى إيطاليا في منتصف تموز الماضي، مع أكبر شحنة مهربة يتم العثور عليها على متن سفينة حربية إيطالية، وفقا لما قالته الشرطة.