الجمعة 2020/03/27

نيويورك تايمز: الصين تستغل “كورونا” لشن هجوم ديبلوماسي

تعهد الزعيم الصيني شي جينبينغ بإرسال المزيد من الخبراء الطبيين إلى إيطاليا هذا الأسبوع، في نفس اليوم الذي أرسلت فيه بكين 2000 اختبار تشخيصي سريع إلى الفلبين، وفيما لم يطلب رئيس صربيا المساعدة من الدول المجاورة لها في أوروبا، والتي قيدت تصدير المعدات الطبية المطلوبة، طلب المساعدة من الصين، بعد أن وجه انتقادات لاذعة لـ"التضامن الأوربي غير الموجود".

وأكد الرئيس الصربي "(التضامن الأوربي) حكاية خرافية على الورق. أنا أؤمن بأخي وصديقي شي جينبينغ، وأنا أؤمن بالمساعدة الصينية".

والجمعة، نشر الرئيس الصيني تفاصيل مكالمة أجراها مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، يعرض عليه "استمرار التعاون في الحرب ضد الفيروس".

قبل أسابيع قليلة فقط، كانت الصين تتلقى المساعدات الطبية من نحو 80 دولة، و10 منظمات عالمية، حينما كان خطر انتشار الفيروس داهما على الدولة الصناعية الكبيرة ذات التعداد البشري الأكبر في العالم.

وتقول صحيفة النيويورك تايمز الأميركية "أما الآن، ومع تضاؤل ​​الحالات اليومية الجديدة في الصين، بدأت الدولة الآسيوية تشن هجوما دبلوماسيا في الوقت الذي يكافح فيه بقية العالم للسيطرة على الفيروس".

 من اليابان إلى العراق، ومن إسبانيا إلى بيرو، قدمت الصين أو تعهدت بتقديم مساعدات إنسانية في شكل تبرعات أو خبرات طبية. وتصف صحيفة نيويورك تايمز الحملة بأنها "تتيح للصين تغيير عنوان "الحاضنة الاستبدادية للوباء"، إلى "القطب العالمي المسؤول في لحظة الأزمة".

 وبقيامها بذلك، تتصدى الصين لدور  كان الغرب مهيمنا عليه في أوقات الكوارث الطبيعية أو الطوارئ الصحية العامة.

وقال راش دوشي، مدير مبادرة استراتيجية الصين في معهد بروكينغز في واشنطن "قد تكون هذه أول أزمة عالمية كبرى منذ عقود من دون قيادة أميركية ذات مغزى وقيادة صينية مهمة".

مشيرا إلى أنه "قبل بضع سنوات فقط قادت الولايات المتحدة الحرب ضد إيبولا".

وبحسب نيويورك تايمز، فقد "أعطت الإخفاقات العالمية في مواجهة الوباء من أوروبا إلى الولايات المتحدة، القيادة الصينية منصة لإثبات نفسها، وربما تحقيق مكاسب جيوسياسية دائمة".

وقالت ميشيل جيراسي، وكيلة وزارة الخارجية السابقة في وزارة التنمية الاقتصادية الإيطالية، في مقابلة، عندما سئلت عما إذا كانت المساعدة تعكس طموحات الصين الجيوسياسية أكثر من التعاطف الإنساني: "لا أعرف والآن أنا لا أهتم".

وأكدت إن "القضية الملحة هي تقديم المساعدة لإنقاذ الأرواح، وهو أمر لم يتمكن أو لا يرغب فيه حلفاء إيطاليا في الاتحاد الأوروبي"، مضيفة ""إذا كان شخص ما يشعر بالقلق من أن الصين تفعل الكثير، فإن الباب مفتوحة للدول الأخرى"، لتقديم المساعدة.

وكتب مينكسين بى استاذ الحكومة بكلية كليرمونت ماكينا فى كاليفورنيا للصحيفة أن "الصين تحاول الآن إصلاح صورتها الدولية التي تضررت بشدة بسبب سوء التعامل مع تفشى المرض فى ووهان فى أوائل يناير (كانون الثاني)".

وأضاف أن "التبرع بالإمدادات الطبية يظهر أن الصين قوة عالمية مسؤولة وسخية"، "كما أنها تروج لنجاحها في احتواء تفشي الفيروس التاجي للإشارة إلى أن نظام الحزب الواحد متفوق على الديمقراطيات في الغرب، ولا سيما الولايات المتحدة".

وكان الرئيس الصيني شي جينبينغ دعا نظيره الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إلى توحيد الجهود "للقتال" ضد فيروس كورونا الذي اجتاح العالم، مضيفا خلال مكالمة هاتفية أن "العلاقات بين البلدين تمر بمنعطف حساس"، بحسب وكالة فرانس برس.

والجمعة، فاق عدد الإصابات بالفيروس داخل الولايات المتحدة ذلك الذي سجل في الصين، لتتصدر أميركا قائمة الدول التي تنتشر فيها العدوى بنحو 86 ألف إصابة، أكثر من الصين صاحبة المركز الثاني بـ81 ألف إصابة.