السبت 2019/06/15

نيويورك تايمز: أي استفزاز جديد بالخليج سيؤدي لكارثة إقليمية

حذرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من أن أي استفزاز جديد في مياه الخليج العربي قد يؤدي إلى كارثة إقليمية، مؤكدة أن الولايات المتحدة وإيران تسيران في مسار تصادمي، ورغم ذلك لا بد من وجود حوار بين الطرفين من أجل الخروج من هذا الاضطراب.

ورأت الصحيفة أن "ما يجب قوله وتأكيده هو أن الانفجارات التي هزت ناقلتي النفط في خليج عمان، يوم الخميس الماضي، تستحق الشجب؛ حيث إن تلك الهجمات استهدفت أهدافاً مدنية"، مبينة أن "الحرس الثوري الإيراني هو الجاني المحتمل الذي يقف وراء تلك الهجمات".

وتشير الصحيفة إلى أن "هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها حول الحادث، ليس فقط ما جرى يوم الخميس الماضي، ولكن أيضاً الحادثة التي وقعت الشهر الماضي، عندما ألقى مسؤولون أمريكيون بالتهمة على إيران بالوقوف وراء الهجمات التي استهدفت أربع ناقلات نفط على نفس الممر المائي الذي يربط الخليج العربي، ويمر منه نحو ثلث النفط العالمي".

ما جرى الخميس الماضي، والحادثة التي سبقته، يؤكدان أن الولايات المتحدة وإيران يسيران في طريق تصادمي، في وقت لا يهتم المتشددون من كلا الجانبين بأي دور دبلوماسي، بحسب الصحيفة.

وتتابع الصحيفة في افتتاحيتها: "بعد الانسحاب من اتفاقية عام 2015 التي قيدت البرنامج النووي الإيراني؛ في سعي خيالي إلى صفقة أفضل، شرع الرئيس دونالد ترامب في حملة جديدة للضغط على إيران؛ حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات صارمة، وهناك خطط لمزيد من ذلك؛ بهدف وقف صادرات النفط الإيرانية التي تعتبر المصدر الرئيسي لإيرادات البلاد".

يقول مسؤولو الإدارة الامريكية، وفقاً لنيويورك تايمز، إن هذه الاستراتيجية تعمل بشكل جيد؛ فالتمويل الذي تقدمه طهران لوكلائها في المنطقة، مثل مليشيا حزب الله، انخفض، ولكن مع ذلك فإن القادة الإيرانيين لم يستسلموا أبداً لمطالب واشنطن، ومستمرون بالعمل من أجل إحباط الأهداف الأمريكية في كل من سوريا والعراق وأماكن أخرى من المنطقة.

وأضافت: "إيران -رداً على العقوبات الأمريكية- تتجه حالياً لتجاوز القيود التي فرضها اتفاق النووي".

واستطردت بالقول: إن إيران "أعلنت خططاً لزيادة مخزونها من الوقود النووي المستخدم في المفاعلات، وربما يكون الحرس الثوري الإيراني صاحب النفوذ الاقتصادي والعسكري على خلاف مع القيادة السياسية في البلاد، ومن ثم فإنه بدأ يهدد الملاحة الدولية من خلال مثل هذه العمليات الهجومية".

وأضافت: "يدرك الإيرانيون مدى إلحاق الضرر بالصراع مع الولايات المتحدة، لكن المسؤولين أشاروا -لفترة طويلة- إلى أنه إذا لم يتمكنوا من تصدير نفطهم والحفاظ على اقتصادهم، فلن يُسمح لأي دولة خليجية بذلك".

الصحيفة الأمريكية ترى أن "افتقار إدارة ترامب إلى وجود استراتيجية متماسكة للتعامل مع إيران قاد إلى سلسلة من الرسائل المتضاربة، التي تسهم جميعها في شعور متزايد بالنبذ وعدم القدرة على التنبؤ".

وأوضحت: "فبينما قال الرئيس ترامب إنه يريد إخراج أمريكا من الحروب الخارجية، فإنه أمر أيضاً بإرسال قوات عسكرية إلى الخليج العربي، الشهر الماضي؛ ما أثار المخاوف مجدداً من إمكانية حصول عمل عسكري".

فضلاً عن ذلك، تقول الصحيفة، فإن الرئيس ترامب يواصل الاعتماد على صقور إدارته في الحصول على المشورة، وتحديداً جون بولتون، مستشار الأمن القومي، ومايك بومبيو وزير الخارجية، وجميعهم أعلنوا صراحة أن حوادث الناقلات تقف وراءها إيران، دون تقديم دليل على كلامهم.

وذكرت نيويورك تايمز: إن "ترامب في مقابل ذلك ما زال يعوّل على إمكانية إجراء محادثات مع الإيرانيين، على الرغم من عدم وجود أي تجاوب حيال هذا الطرح لا في طهران ولا في واشنطن، لكنه يبقى أفضل من خيار التصعيد الذي يفضّله بعض مستشاريه".

وأشارت إلى أنه "قد يكون من السابق لأوانه التوصل إلى صفقة، ولكن ليس من السابق لأوانه رسم مسار للخروج من هذا الاضطراب".

الصحيفة ترى أنه "قد يكون من الضروري بالنسبة للولايات المتحدة وشركائها إعادة تحميل ومرافقة ناقلات النفط في الخليج العربي، كما حدث في عامي 1987 و1988، أثناء الحرب العراقية الإيرانية".

وترى أيضاً أن "الحوار بين إدارة ترامب والحكومة الإيرانية سيكون حكيماً، رغم أن إيران قد تثبت عدم رغبتها في التحدث ما لم يتم تخفيف العقوبات وانضمام الولايات المتحدة إلى الصفقة النووية".

وفي الوقت نفسه يجب أن تتوقف الهجمات على الملاحة المدنية في أحد أكثر الممرات المائية الدولية حيوية في العالم، التي أدت إلى ارتفاع أسعار النفط الخام بأكثر من 3%، يوم الخميس؛ فكل استفزاز جديد سيجعل من الصعب تجنب كارثة إقليمية جديدة، كما ترى "نيويورك تايمز".