الأحد 2017/09/17

ميانمار … مسلمو الروهينغا ليسوا من شعبنا

اعتبر قائد جيش ميانمار، الجنرال مين أونغ هلاينغ، أن أقلية الروهينغا المسلمة طارئة ولا جذور لها في بلاده، ودعا مواطنيه للاتحاد بمواجهة هذه "القضية"، واتهامات جيشه بتطهير منهجي ضدها.

ويدعي الجيش في ميانمار، أن العمليات التي يقوم بها في شمال ولاية أراكان ، تهدف إلى القضاء على مسلحي الروهينغا الذين هاجموا مراكز للشرطة يوم 25 أغسطس / آب.

إلا أن أعمال العنف عمت المنطقة الحدودية، وتسببت بنزوح أكثر من 400 ألف من أقلية الروهينغا المضطهدة إلى بنغلاديش المجاورة، حيث رأوا أن جنودا يرتكبون مجازر بحق مدنيين ويحرقون قرى بكاملها.

ورأى أمين عام الأمم المتحدة، أن الحملة العسكرية تحمل جميع بصمات "التطهير العرقي" للروهينغا، الأقلية المحرومة من الجنسية، والتي تعاني من الاضطهاد والقمع منذ سنوات.

ولطالما شكلت أوضاع مسلمي الروهينغا، موضوعا شائكا في هذا البلد الذي سقط تحت حكم الجنرالات لسنوات طويلة، حيث يعتبر العديد من البوذيين الذين يشكلون غالبية في البلاد، أن الأقلية المسلمة مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش، وينكرون وجود إثنية الروهينغا ويصرون على أنهم "بنغاليون".

وكرر الجنرال مين أونغ هلاينغ هذه النظرية في تعليقات نشرها على صفحته في موقع فيسبوك السبت. وكتب "يطالبون بالاعتراف بهم كروهينغا، الجماعة التي لم تكن يوما مجموعة إثنية في بلادنا. قضية البنغاليين قضية وطنية ونحتاج إلى الوحدة لجلاء الحقيقة" حولها.

ويأتي دفاع الجنرال أونغ هلاينغ عن العمليات التي يخوضها جيشه، وسط إدانات دولية لأعمال العنف التي اضطرت بنغلاديش لتحمل مهمة شاقة تتمثل بإيواء وإطعام اللاجئين الذين يتدفقون إليها بعشرات الآلاف.

وتتعرض زعيمة ميانمار، أونغ سان سو تشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام، لسيل من الانتقادات على الساحة الدولية بسبب صمتها بشأن القمع الذي تتعرض له أقلية الروهينغا، والتي طلبت من حكومتها الإشارة إليها بصفة "مسلمي ولاية أراكان ".

وتتوجه زعيمة ميانمار التي تعرضت بدورها للاضطهاد سابقا من قبل حكم العسكر، بخطاب إلى الأمة الثلاثاء تتناول فيه الأزمة في ولاية أراكان لتخرج بذلك عن صمتها للمرة الأولى منذ اندلاع أعمال العنف.

ويترقب العديد من المراقبين خارج البلاد هذا الخطاب على أمل الحصول على تفسير لصمتها حيال هذه الكارثة الإنسانية التي تتكشف يوما بعد يوم.

إلا أن مناصري الزعيمة التي تتمتع في بلادها بصورة أشبه بالقداسة، لقيادتها خروج البلاد من عباءة حكم المجلس العسكري، يقولون إن عليها توخي الحذر من الجيش الذي حكم البلاد على مدى 50 عاما ولا يزال يتمتع بتأثير قوي فيها.