الأحد 2020/01/26

ممرضة صينية تدعي: “90 ألف شخص أصيبوا بفيروس كورونا”

زعمت ممرضة صينية تعالج المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان بالصين، أن 90 ألف شخص قد أصيبوا بالفعل بالفيروس الغامض، وهو رقم أكبر بكثير من الرقم الذي أصدره مسؤولون حكوميون وتحدث عن 1975 شخصاً فحسب.

لماذا الحدث مهم؟ ظهر تحذير الممرضة، من قلب المدينة ذاتها التي تشهد تفشياً كبيراً للفيروس الذي قتل حتى صباح الأحد 56 شخصاً، وأصاب 2019، في وقت تواجه فيه الحكومة الصينية اتهامات بقمع أي انتقادات لتعامُلها مع المرض، في ظل سعيها للتكتم والتخفيف من حدة الأزمة.

كما أنه في حال تأكدت صحة الرقم الذي ذكرته الممرضة، فإن عدد الإصابات سيتضاعف؛ نظراً إلى ما قاله علماء أجروا تحليلين منفصلين للفيروس الجديد، وقالوا إن كل مصاب به ينقل العدوى إلى 3 أشخاص.

ماذا تقول الممرضة؟ تحدثت المرأة التي لم تكشف عن هويتها، وظهرت مرتديةً بدلة واقية وقناعاً للوجه، في مقطع فيديو أخذ ينتشر على شبكة الإنترنت، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Daily Mail البريطانية، السبت 25 يناير/كانون الثاني 2020.

قالت الممرضة: «أنا في المنطقة التي بدأ فيها فيروس كورونا الجديد. أنا هنا لأقول الحقيقة. في هذه اللحظة التي أتحدث فيها، بلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد في مقاطعة هوبي، التي تضم منطقة ووهان، وحتى بالصين عامةً، 90 ألف إصابة».

بلغ عدد المشاهدات لفيديو الممرضة نحو مليوني مشاهدة على موقع يوتيوب، وقد حذَّرت الممرضة الناسَ من الخروج والاحتفال بالسَّنة الصينية الجديدة خارج منازلهم، وقالت: «الاحتفال بالسَّنة الصينية الجديدة يأتي مرة واحدة في العام، إذا حافظت على نفسك الآن وظللت آمناً، فستتمكن من لقاء عائلتك مرة أخرى بصحة جيدة في العام المقبل».

وجهت الممرضة أيضاً دعوة للحصول على مزيد من الإمدادات، وقالت: «نحن لا نهتم بما تقوله الحكومة. سأخبركم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. أطلب من الجميع، أرجوكم تبرعوا بالأقنعة والنظارات الواقية والملابس لووهان (…)؛ فمواردنا الحالية ليست كافية».

انتقادات للحكومة: واجهت السلطات الصينية انتقادات لطريقة تعاملها مع الفيروس الذي أخذ في الانتشار أكثر فأكثر، لا سيما بعد مشاهدة الصينيين مقاطع فيديو مرعبة عن حال المستشفيات والمصابين.

يُظهر أحد مقاطع الفيديو مرضى محاطين بالمحاليل وخزانات الأكسجين إلى جانب ثلاث جثث مغطاة وجوهها بأغطية بيضاء، إلا أن اللقطات حُذفت بعد ذلك من موقع التواصل الأكثر استخداماً في الصين والمسمى Weibo.

كان صحفي بارز في إحدى جرائد مقاطعة هوبي، التي يديرها الحزب الشيوعي الحاكم، قد دعا الأسبوع الماضي، فيما يعد معارضة عامة نادرة، إلى تغيير «فوري» للقيادات في ووهان، عبر منصة Weibo. لكن المنشور ما لبث أن أُزيل لاحقاً.

كذلك قال نقاد إن «كثيراً من خبراء الصحة الذين كان بإمكانهم تحذير الحكومة في مرحلة مبكرة، من مخاطر فيروس كورونا، تم احتجازهم أو أوقف دعم أبحاثهم، لأنهم لم يكونوا يعملون داخل الدولة الصينية».

عودة إلى الوراء: تستدعي تلك الاتهامات بالتستر إلى الأذهان حالة السخط العامة التي تصاعدت في أعقاب انتشار المرض الفيروسي سارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) في عام 2002، عندما أخفت الحكومة انتشار الفيروس ليس فقط عن العالم الخارجي، وإنما عن شعبها نفسه.

حينها مُنعت الصحف كما الآن من تداول الأخبار عن فيروس كورونا، باستثناء التصريحات العرضية من مسؤولين حكوميين؛ لطمأنة الجمهور بأنه لا يوجد ما يدعو إلى القلق.

بل أكثر من ذلك، بلغت مجهودات الدولة للتستر وقمع أي عناوين سلبية عن تفشي المرض درجةَ أنه عندما وصل مسافر مصاب بالفيروس من غوانغدونغ إلى بكين، لم يكن لدى الأطباء في العاصمة أي فكرة عما يعانيه.