الخميس 2020/12/17

مشرّعون أميركيون يطالبون فيسبوك بالتحرك لوقف دعوات الكراهية ضد المسلمين

 

حث أعضاء في مجلسي الكونغرس، الشيوخ والنواب، شركة فيسبوك على اتخاذ إجراءات لمنع دعوات الكراهية ضد المسلمين والحد من انتشارها على منصاتها، والتي كشف عنها تقرير نشر مؤخرا.

 

ووجه كريس كونز، السيناتور الديمقراطي من ولاية ديلاوير، رسالة وقع عليها 14 سيناتورا ديمقراطيا، رسالة للرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ أعربوا فيها عن قلقهم من انتشار المحتوى الذي يُشيطن الإسلام والمسلمين على منصات الموقع. مؤكدين أن تمكين خطاب الكراهية والعنف ضد أي جماعة أمر غير مقبول.

 

كما حثت ديبي دينجيل، النائبة الديمقراطية من ولاية ميشيغان في مجلس النواب، في رسالة مشابهة لشركة فيسبوك، وقع عليها 30 من أعضاء المجلس، على ضرورة التدخل واتخاذ إجراءات فورية من فيسبوك للقضاء على التعصب المناهض للمسلمين من المنصة، وطالبت مارك زوكربيرغ بتنفيذ 6 تدابير لمكافحة المحتوى المتعصب.

 

وتضمنت الرسائل نماذج لحالات محتوى معادٍ للمسلمين على الكثير من الصفحات في تطبيق فيسبوك، وأرفق بالرسائل تقارير حديثة تظهر استخدام فيسبوك في التحريض على العنف ضد السكان المسلمين في عدد من الدول.

 

وطلب المشرعون من فيسبوك الرد على سلسلة من الأسئلة المتعلقة بخططها اتخاذ إجراءات للحد من التعصب ضد المسلمين بحلول 16 يناير/كانون الثاني المقبل.

 

 

6 تدابير أمام فيسبوك

استشهدت عضوة الكونغرس دينجيل بحالة قتل متطرف أسترالي لـ 51 مسلما أثناء صلاتهم في مسجدهم بنيوزيلندا على الهواء مباشرة، وقالت في رسالتها "لا يمكن لفيسبوك أن يحتفل بنجاح منصته، بينما يتجاهل دوره في رفع المحتوى الخطير والقاتل الذي يستهدف المسلمين".

 

وتضيف دينجيل "في مدينة كرايستشيرش بنيوزيلندا، تم بث هجوم إرهابي سرق حياة 51 مسلما يعبدون في مسجدهم على الهواء مباشرة على فيسبوك في جميع أنحاء العالم. ولكن في الأسابيع والأشهر التي تلت ذلك، فشل فيسبوك في تقديم سياسة واحدة تهدف عمداً إلى القضاء على المحتوى البغيض المعادي للمسلمين. وبعد ما يقرب من عامين، حان الوقت لفيسبوك إثبات أن هذه الشركة تدرك عواقب الحياة والموت عند عدم اتخاذ أي إجراء".

 

وتضمنت رسالة أعضاء مجلس النواب مطالبة مارك زوكربيرغ بتنفيذ عدة تدابير من أهمها:

 

* تشكيل فريق عمل يتألف من كبار الموظفين الذين يركزون على قضايا التعصب ضد المسلمين والمسؤولين عن تنسيق العمل داخل الشركة للتصدي لجماعات الكراهية، والمحتوى المؤيد للتعصب، والتدريب على مكافحة التمييز.

 

* فرض قيود على محتوى صفحات تؤجج الكراهية وصفحات جماعات الكراهية بطريقة تضمن عدم إمكانية استخدام المليشيات والعنصريين البيض فيسبوك لنشر أيديولوجيتهم المتعصبة التي تشجع على العنف.

 

* الالتزام بمراجعة مستقلة من طرف ثالث لدور الشركة في تمكين العنف ضد المسلمين والإبادة الجماعية والاعتقال في العديد من الحالات.

 

* الالتزام 100% بإزالة المحتوى المعادي للمسلمين وجميع أشكال الكراهية الأخرى من أي صفحات في تطبيق وبرامج فيسبوك.

 

* الالتزام بتوفير تدريب منتظم على مناهضة التمييز لجميع موظفي فيسبوك في جميع أنحاء العالم.

 

* تدريب الموظفين الرئيسيين على قضايا الحقوق المدنية وجرائم الكراهية ومصطلحاتها الشائعة التي يستخدمها أعضاء جماعات الكراهية، خاصة تلك التي تنزع الطابع الإنساني على المسلمين وتشوههم.

 

 

ضغوط متجددة على فيسبوك

تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواجه فيه الشركة ضغوطًا من جماعات الحقوق المدنية التي اشتكت منذ فترة طويلة من أنها لا تفعل الكثير من أجل مراقبة خطاب الكراهية. وفي وقت سابق من هذا العام، قاطع أكثر من 1000 معلِن فيسبوك للاحتجاج على تعامله مع خطاب الكراهية والمعلومات المضللة.

 

وقد أدين فيسبوك وغيرها من المنصات الاجتماعية لفشلها في وقف المحتوى المسيء والبغيض، بما في ذلك العنف المنظم ضد المسلمين في الهند، ومذبحة أقلية الروهينغا في ميانمار.

 

ويقول منتقدو فيسبوك وغيرها من الشبكات الاجتماعية إنه ينبغي مساءلتهم عن دعوات العنف المنظم التي تظهر على منصاتهم، داعين إلى إصلاح قانون يحمي خدمات الإنترنت من المسؤولية عن المحتوى الذي تنشره أطراف ثالثة.

 

وتذكر بيانات فيسبوك أنها أوقفت منذ أغسطس/آب الماضي أكثر من 600 حركة اجتماعية عسكرية، وأزالت صفحاتها أو حساباتها، وهو جزء من جهد أسقط 22.1 مليون منشور يحتوي على "خطاب كراهية".

 

100 جماعة معادية للمسلمين بأميركا

وقد كشف مركز حقوقي أميركي عن تسارع لافت -وللسنة الرابعة على التوالي- في جرائم الكراهية بمختلف أنواعها في الولايات المتحدة.

 

فقد انتهت دراسات لمركز الفقر الجنوبي القانوني (إس بي إل سي) نشرت قبل حادثة نيوزيلندا إلى رصد ارتفاع بنسبة 30% في عدد جماعات الكراهية خلال السنوات الأخيرة.

 

وزاد عدد هذه الجماعات بنسبة 7% خلال عام 2018 فقط طبقا للتقرير السنوي للمركز، ليصل عددها إلى 1020 جماعة كراهية رصدها وصنفها المركز، ومن بين هذه الجماعات ما يقرب من 100 جماعة تعادي الإسلام والمسلمين.

 

ومن أشهر هذه الجماعات منظمة "تحرك من أجل أميركا " (Act for America)، ومركز السياسات الأمنية (Center for Security Policy)، وجماعة جنود أودين (Soldiers of Odin).

 

ويعتبر مركز الفقر الجنوبي القانوني أحد أبرز المراكز المتخصصة في دراسات التمييز والعنصرية بالولايات المتحدة.