الأربعاء 2020/07/08

لهذا السبب.. واشنطن وبكين تتبادلان فرض قيود على التأشيرات

تبادلت الولايات المتحدة والصين فرض قيود على منح تأشيرات الدخول بين البلدين، في إطار خلاف قديم متجدد يفاقم التوتر الدبلوماسي بين القوتين العظميين.

وأعلنت الصين، اليوم الأربعاء فرض قيود على الأشخاص القادمين من الولايات المتحدة الذين "يسيئون التصرّف" في ما يتعلّق بالقضايا المرتبطة بمنطقة "التيبت"، وذلك رداً على قيود مماثلة كشفت عنها واشنطن الثلاثاء.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أمس الثلاثاء، إن واشنطن ستتّخذ إجراءات ضد عدد لم يحدده من المسؤولين بموجب قانون أمريكي جديد يضغط على الصين للسماح للأمريكيين بزيارة منطقة "التيبت" الواقعة في أقصى غرب البلاد، مجدداً دعوته إلى "حكم ذاتي جِدي" في المنطقة التي يشكّل البوذيون غالبية سكانها.

وقال بومبيو في بيان: "للأسف، تواصل الصين العرقلة المنهجية لدخول دبلوماسيين ومسؤولين أمريكيين آخرين وصحفيين وسياح إلى منطقة التيبت ذات الحكم الذاتي وغيرها من مناطق التيبت".

وفرض بومبيو قيوداً على منح تأشيرات لمسؤولين صينيين تعتبر واشنطن أنهم "متورطون بشكل كبير" في منع الأجانب من دخول مناطق التيبت.

ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية الإفصاح عن أسماء المسؤولين أو تحديد عددهم، مبررة الأمر بـ"قوانين السرّية الأمريكية".

من جهته، أعرب الناطق باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان عن "معارضة الصين الشديدة" للخطوة، وحضَّ الولايات المتحدة على "وقف التدخل فوراً في شؤون الصين الداخلية عبر مسائل مرتبطة بالتيبت".

وقال إنه "رداً على الخطوات الخاطئة التي قامت بها الولايات المتحدة، قرّرت الصين فرض قيود على منح تأشيرات دخول لمسؤولين أمريكيين أساؤوا التصرف بما يتعلق بالتيبت".

وعلى وقع تصاعد التوتر مع الصين، أصدرت الولايات المتحدة بشكل متزايد مؤخراً هذا النوع من العقوبات المرتبطة بالتأشيرات. وكانت قد اتّخذت تدابير مشابهة على خلفية قمع بكين لحرية التعبير في هونغ كونغ، واحتجازها نحو مليون من الأيغور وغيرهم من أفراد الأقليات المنتمية بمعظمها إلى الشعوب التركية المسلمة.

وتأتي الخطوة المرتبطة بالتيبت بموجب قانون أقرّه الكونغرس عام 2018 للضغط على الصين بشأن القيود المشددة التي تفرضها في منطقة الهيمالايا.

وتشير بكين إلى أن قواتها "حرّرت (التيبت) بشكل سلمي" عام 1951، لكن العديد من أهالي التيبت يتّهمون الحكومة المركزية بالاضطهاد على أساس ديني وتقويض ثقافتهم.

وتقول مجموعات حقوق الإنسان إن أهالي التيبت يعيشون في ظل رقابة مشددة حيث إنهم معرّضون للتهديد بالسجن أو التعرّض لانتهاكات، رداً على أي مؤشرات تظهر تبنّيهم هوية غير صينية، بما في ذلك حيازة صور دالاي لاما، زعيمهم الروحي المنفي.

وحظرت بكين بالمجمل الصحفيين الأجانب من زيارة التيبت منذ العام 2008 عندما شهدت المنطقة موجة من حالات الانتحار حرقاً واحتجاجات. ولم تستجب لطلب الولايات المتحدة المتكرر إقامة قنصلية في "لاسا" عاصمة المنطقة.