الأحد 2020/03/29

كيف ساعدت السفن السياحية في تفشي فيروس كورونا؟

تشق نحو 18 سفينة سياحية طريقها في البحر إلى الشاطئ الأميركي في الأيام المقبلة، وتحاول السلطات الأميركية نقل الركاب إلى بلادهم دون تعريضهم أو غيرهم للإصابة بفيروس كورونا المستجد، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وأكدت الصحيفة أن ركاب السفن تسببوا في إصابة المئات بفيروس كورونا المستجد، فبعض الركاب قد يكون مصابين بفيروس كورونا، ويتم نقلهم في الحافلات أو الطائرات، مما قد يعرض حياة الآخرين إلى الخطر وينقلوا الفيروس لغيرهم.

وأشارت إلى أن عمليات إخلاء ركاب السفن في مختلف العالم شهدت ارباكا كبيرا، وكانت إحدى أسباب انتقال الفيروس، حتى أصبحت مشاكل احتجاز الركاب بعد عودتهم وعزلهم مثل خطر السماح لهم بالرحيل والعودة إلى منازلهم.

من جانبه، قال بول ب. تورنر، محترف نادي الغولف في ويسكونسن الأميركي الذي كان على متن السفينة الإيطالية كوستا لومينوزا: "لقد ساعد إجلاء الركاب من السفن المرضى بالفيروس، ولكنه ساعد بالتأكيد في انتشار المرض".

وفي حين عانت سلطات الصحة الأميركية من صعوبة كبيرة في حجز الركاب داخل السفن السياحية في الأيام الأولى من تفشي المرض، سمحت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الأيام الأخيرة لمئات الركاب المرضى بالفيروس بالسفر على متن رحلات تجارية إلى جميع أنحاء البلاد، مما قد ساهم في نقل العدوى إلى غيرهم.

وقال المسؤولون في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية بأميركا، إن الوباء دخل مرحلة جديدة، ويومياً يعود الكثير من الأشخاص في البلدان المنتشر فيها الفيروس، بحيث تكون الأولوية هي نقل الركاب إلى منازلهم بسرعة، بهدف عزل أنفسهم.

من جانبه، قال بنغامين هاينز، من مراكز مكافحة الأمراض: "نحن نبذل قصارى جهدنا لعدم السماح للمرضى بالسفر، ولكن لدينا أيضاً حاجة ملحة لعودة جميع المسافرين إلى اوطانهم بأسرع وقت ممكن ".

وليام ر. بورك، المسؤول البحري الرئيسي لشركة Carnival Corp، التي تدير أكثر من 100 سفينة سياحية حول العالم، بدوره قال إن السفن السياحية تواجه موانئ مغلقة فجأة، أو دول فرضت فجأة قواعد حدودية جديدة لمكافحة الفيروس، وأضاف أن الإجراءات تختلف كل يوم.

بينما قال ركاب السفينة أنه تم السماح للعديد من منهم بركوب الطائرات والحافلات مع غيرهم، وكان منهم يسعلون ويعانون من الفيروس.

بينما قالت غين م. كينيدي، التي سافرت إلى أيوا على متن السفينة كوستا لومينوزا: "كنا مصابين بالفيروس، ولكن كنا نتجول بحرية"، أضافت: "لا نعلم عدد الأشخاص الذين نقلنا العدوى إليهم".

وقال جيمس ووكر، وهو محام رفع دعاوى قضائية ضد شركات الرحلات البحرية، إن السلطات الفيدرالية لا تزال تفتقر إلى خطة لكيفية إعادة الناس إلى منازلهم بأمان.

يذكر أن معركة السفن السياحية مع فيروس كورونا المستجد بدأت في شباط الماضي، مع تفشي الفيروس على متن سفينة "دايموند برنسيسس" والتي تم حجزها قبالة السواحل اليابانية، وأصيب على متنها حوالي 700 شخصا.

وفي 8 آذار، حذرت الحكومة الأميركية من سفر السفن السياحية، وبعد بضعة أيام، علقت شركات الرحلات البحرية عملياتها في جميع أنحاء العالم، لكن 40 سفينة كانت لا تزال في البحر، ورفضت الدول دخول موانئها مما أدى إلى تعثر إرسال الركاب إلى ديارهم.