الأربعاء 2020/03/11

كورونا توقف قرع طبول الحرب.. التهديدات الإيرانية تراجعت وقوات أميركية تغادر المنطقة

أكد مسؤولون عسكريون أميركيون أن قوات من الجيش الأميركي بدأت عملية سحب أعداد صغيرة من القوات من الشرق الأوسط بعد أن تراجعت التهديدات العدائية من إيران ووكلائها، وفقا لصحفية "وول ستريت جورنال".

وقال المسؤولون إن حوالي 1000 من القوات المقاتلة التي انتشرت في الكويت بعد أيام من الغارة التي أسفرت عن مقتل اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الثالث من يناير الماضي، غادرت المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين.

وأضاف المسؤولون إنه من المتوقع أن يغادر المنطقة 2000 جندي إضافي من نفس اللواء، خلال الأيام القادمة.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى إن غالبية القوات الأميركية التي انتشرت في المنطقة في الأسابيع التي تلت الغارة التي استهدفت سليماني، والتي تضمنت القوات القتالية وسرب المقاتلات النفاثة وأنظمة الدفاع الصاروخي وحاملة الطائرات الأميركية وسفن حربية أخرى، غادرت المنطقة.

وأضافت أن هذه القوات الإضافية تم إرسالهم لتوفير أمن إضافي للقواعد والسفارات الأميركية في المنطقة بعد مقتل سليماني، الذي يعتبره المسؤولون الأميركيون مهندسا للهجمات الإرهابية الإيرانية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وتحمل الولايات المتحدة إيران المسؤولية عن عدد من الهجمات التي وقعت العام الماضي، بما في ذلك الهجمات على السفن التجارية، وإسقاط طائرة أميركية بدون طيار، وهجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على منشأة نفطية في السعودية.

أكثر ثقة

من جانبها، تنفي إيران مسؤوليتها عن الهجمات، بينما أقرت بشن سلسلة من الضربات الصاروخية على قاعدتين عراقيتين تضمان قوات أميركية في الثامن من يناير، ما أسفر عن إصابة أكثر من 100 جندي أميركي.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين أصبحوا أكثر ثقة بأن الهجمات الإرهابية الإيرانية للرد على مقتل سليماني قد انتهت، وخاصة بعد تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء المدن الإيرانية مما أدى إلى وفاة نحو 300 شخص.

كما أكد بعض المسؤولين في البنتاغون أن الفيروس التاجي أثر على قدرة إيران على الرد على ضربة يناير، وقال مسؤول "تركيزهم داخلي".

سابق لآوانه

وحذر بعض الخبراء العسكريين من أنه قد يكون من السابق لأوانه استنتاج أن إيران وعملائها لن يردوا أكثر، وأضافوا أنه ربما يكون القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قآني بحاجة إلى بعض الوقت لتولي القيادة وتطوير خططه بالكامل.

أندرو ميلر، نائب مدير السياسة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط، بدوره قال: "كل ما نعرفه عن إيران وأفعالها الماضية هو أنها تميل إلى الانتقام بشكل كبير".

يذكر أن عدد القوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط ارتفعت من 80 ألف إلى 90 ألف، بعد أيام من مقتل قاسم سليماني.

كما أن القوات الأميركية بدأت أيضا في مغادرة أفغانستان تنفيذا لاتفاق السلام مع طالبان، مما سيخفض عدد القوات هناك، البالغ قوامه نحو 13000 جندي إلى حوالي 8600 جندي.