الأثنين 2020/11/02

قبل ساعات من الحسم.. ترامب واثق من الفوز رغم تقدم بايدن بالاستطلاعات

أعرب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الإثنين، عن ثقته بالفوز بالانتخابات الرئاسية بعد أن ندد باستطلاعات الرأي، في حين انتقد منافسه جو بايدن ما اعتبرها بـ"الفوضى" خلال ولاية ترامب الأولى.

وعشية بدء الاقتراع في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي من المنتظر أن تحسم نتيجتها 6 ولايات تقريباً، ندد ترامب باستطلاعات الرأي "المزورة"، التي تتوقع فوز منافسه الديموقراطي بايدن، مبدياً ثقته بتحقيق انتصار.

وقال ترامب، أمام أنصاره في "فايتفيل" بولاية كارولاينا الشمالية في أول تجمع يشارك فيها في اليوم الأخير من الحملة: "غداً، سنفوز بأربعة أعوام إضافية في البيت الأبيض".

أما بايدن، فاعتبر، خلال تجمع في أوهايو، أن الولايات المتحدة "اكتفت بما شهدته من فوضى" خلال رئاسة ترامب.

وقال بايدن في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية: "شبعنا من الفوضى. شبعنا من التغريدات، من الغضب، من الكراهية، من الفشل وانعدام المسؤولية"، مضيفاً: "حان الوقت ليحزم دونالد ترامب حقائبه ويعود إلى منزله".

وعلى مدى أشهر، أظهرت استطلاعات الرأي أن بايدن هو الأوفر حظًا للفوز بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، لكن ترامب يقول إنه سيكذبها مثلما حدث لدى فوزه المفاجئ في عام 2016.

ورغم احتدام معركة الانتخابات الرئاسية في الولايات كافة، فإن حفنة من الولايات الرئيسية هي التي ستحسم نتيجة السباق بين الديمقراطي بايدن والجمهوري ترامب.

الولايات المتأرجحة هذه السنة، التي يمكن أن تقلب من معسكر الى آخر، فلوريدا وبنسيلفانيا وميشيغان وكارولاينا الشمالية وويسكنسن وأريزونا، كان فاز فيها ترامب في انتخابات ،2016 وبينها أربع ولايات صوتت للديمقراطي باراك اوباما في عام 2012.

وفي دليل على احتدام المعركة في هذه الولايات، توجه ترامب إلى ثلاث منها - ميشيغان وكارولاينا الشمالية وفلوريدا - الأحد، فيما عقد بايدن تجمعين انتخابيين في فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا.

ويتقدم بايدن بفارق معدله 3,2 نقاط في الولايات التي ستشهد تنافسا حاداً، بحسب استطلاع أجراه معهد "ريل كلير بوليتيكس".

إذا صوّتت الولايات الـ44 المتبقية كما فعلت قبل أربع سنوات، فإن بايدن يمكن أن يغير معطيات أكبر معركتين، فلوريدا وبنسيلفانيا، ويفوز.

بنسيلفانيا:

الولاية مسقط رأس بايدن وهي الأهم في المنطقة المعروفة بـ"حزام الصدأ" وتشمل مناطق في شمال وسط الولايات المتحدة شهدت عقوداً من التراجع الصناعي.

وتدفق متطوعون من حملة ترامب إلى الولاية حيث يتوجّهون من منزل لآخر حتى في ضواحيها.

وتضم بنسيلفانيا عدة مناطق تحمل أهمية اجتماعية واقتصادية. وخصص فريق حملة بايدن، التي التزمت بالقواعد الصحية لمنع تفشي كوفيد-19 عبر تنظيم فعالياتها الأساسية عبر الإنترنت، مبالغ كبيرة لنشر إعلانات سياسية في الولاية.

وستصوت المدن الكبيرة في بنسليفانيا بكثافة لبايدن فيما الغرب الريفي ومناطق الوسط المحافظة ملتزمة بترامب. أما الضواحي ومناطق شمال الشرق فستكون حاسمة.

ميشيغن:

فاز ترامب في 2016 في ميشيغن بفارق ضئيل، والمعركة تحتدم هذا العام في الولاية.

زار ترامب الولاية التي تضم البحيرات العظمى للتأكيد على سعيه لإعادة القيم الأمريكية، لكن همّ الناخبين هو تداعيات فيروس كورونا المستجد على الاقتصاد وإدارة الرئيس لأزمة الوباء.

وكثيراً ما تصادمت الحاكمة الديمقراطية للولاية غريتشن ويتمر مع الرئيس، وأغضبت قراراتها بفرض إغلاق إلزامي، المحافظين.

ونظم متظاهرون يحملون أسلحة نارية تظاهرات أمام مبنى حكومة الولاية هذا الصيف، وتم مؤخراً اعتقال أعضاء في مجموعة يمينية على خلفية التخطيط لخطف الحاكمة.

ويسكنسن:

اختارت الديمقراطية هيلاري كلينتون عدم القيام بحملة في الولاية المعروفة بإنتاج الألبان في 2016، وعاقبها الناخبون على ذلك.

هذا العام ركز الديمقراطيون على ويسكنسن وأعلنوا عن إقامة مؤتمرهم الوطني فيها رغم إجرائهم التجمع فيما بعد على الإنترنت، بسبب المخاوف من فيروس كورونا.

قام كل من ترامب وبايدن بحملة في تلك الولاية، التي زارها أيضا نائب الرئيس مايك بنس ومرشحة بايدن لمنصب نائب الرئيس كامالا هاريس.

فلوريدا:

هي أكبر الولايات المتأرجحة وتمثل ركيزة منطقة "حزام الشمس" الممتدة في الجنوب وجنوب الغرب الأمريكي والتي تتزايد فيها الكثافة السكانية، وتشتهر بالزراعة والصناعات العسكرية وتضم أعداداً كبيرة من المتقاعدين.

يصعّد الجمهوريون دفاعاتهم هناك، فيما يتهمهم الديموقراطيون بقمع الأصوات وخصوصاً في مجتمعات أصحاب البشرات الملونة.

وستكون شريحة الناخبين من دول أمريكا الجنوبية بالغة الأهمية، وتظهر الاستطلاعات ميلهم لتأييد الديموقراطيين أقل مما كانوا عليه في 2016.

ويعتبر غالبية الخبراء، وفق تقرير لفرانس برس، فلوريدا بمثابة جدار نار لترامب، ففي حال اختراقه يخسر ترامب على الأرجح مقعد البيت الأبيض.

كارولاينا الشمالية:

فاز ترامب بهذه الولاية المحافظة تقليدياً بفارق ثلاث نقاط قبل أربع سنوات، لكن الحزبين يقرن الآن بتقارب السباق.

وحاكم الولاية ديمقراطي يتمتع بشعبية أشيد بإدارته المتوازنة للوباء.

ونظم الجمهوريون مؤتمرهم الوطني في الولاية لكنه بنهاية الأمر عقد في غالبيته على الإنترنت.

أريزونا:

لطالما كانت أريزونا لعقود معقلاً للجمهوريين، لكن الناخبين فيها يتغيرون مع تزايد أعداد المنحدرين من دول أمريكا اللاتينية، وتدفّق مواطنون من كاليفورنيا الأكثر ليبرالية.

ويثمن الناخبون المحافظون جهود ترامب في فرض قيود على الهجرة وبناء جدار على الحدود مع المكسيك.

لكن ترامب أضرّ بحظوظه بالإساءة تكراراً إلى سمعة السناتور الراحل جون ماكين، الذي كان يمثل أريزونا، وهو ما يزال يرخي بثقله على سياسات الولاية. وأعلنت أرملة ماكين، سيندي، تأييدها لبايدن.