الخميس 2020/01/02

قبل “السبت الرهيب”.. إخلاء مدن بأكملها وسط أستراليا بسبب الحرائق

وجّهت السلطات الأسترالية، اليوم الخميس، بالإخلاء القسري لبعض السكان فيما فر آلاف السياح من المناطق الواقعة على الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد، تحسّباً لموجة حرّ جديدة يتوقّع أن تضرب المنطقة السبت، ما يهدّد بتأجيج الحرائق الكارثية الضخمة التي تلتهم منذ أسابيع مساحات واسعة من جنوب شرق القارّة.

وهذه الحرائق التي لا تزال خارج السيطرة تسبّبت خلال الساعات الـ48 الفائتة بمقتل ثمانية أشخاص على الأقلّ ومحاصرة العديد من السياح.

وأعلنت "غلاديس بيريكليان" رئيسة وزراء ولاية "نيو ساوث ويلز" الخميس، حالة الطوارئ لمدة سبعة أيام، للسماح بالإجلاء القسري ابتداء من غد الجمعة.

وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها إعلان حالة الطوارئ في هذه الولاية، الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أستراليا.

وأضافت: "إننا لا نتخذ هذا النوع من القرارات باستخفاف، لكننا نريد ضمان اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمواجهة ما يمكن أن يحدث في يوم السبت الرهيب".

ويأتي هذا الإعلان بعد أن طلبت إدارة الإطفاء في مقاطعة "نيو ساوث ويلز" من السياح إخلاء منطقة ساحلية تمتدّ بطول 200 كيلومتر. والمنطقة المعنية بأوامر الإخلاء تبدأ شمالاً ببلدة بيتمانز باي (نحو 300 كيلومتر جنوب سيدني) وتنتهي على بعد 200 كلم جنوباً. ونصحت السلطات السياح المعنيين بالتوجّه إلى الجنوب ومقاطعة فيكتوريا.

وقتل 18 شخصاً على الأقل منذ بدء موسم الحرائق في أيلول/سبتمبر الماضي، ويتوقع أن ترتفع هذه الحصيلة مع تأكيد سلطات ولاية فكتوريا الخميس أن 17 شخصاً في عداد المفقودين على امتداد أراضيها.

الإخلاء قبل السبت:

وبموجب توجيهات السلطات، يتعيّن على السياّح مغادرة هذه المنطقة قبل حلول السبت، وهو يوم ينذر بأن يكون كارثياً لفرق الإطفاء إذ تتوقع الأرصاد الجوية أن يشهد هبوب رياح قوية وأن ترتفع فيه درجات الحرارة إلى ما فوق 40 درجة مئوية، وهي ظروف مثالية لتأجيج الحرائق المستعرة أصلاً وهي لا تعدّ ولا تحصى.

ويخشى أن يكون السبت يوماً أسوأ من يوم الثلاثاء، الأكثر دموية منذ بدء موسم الحرائق في أيلول/سبتمبر.

وقضى العديد من السياح ليلتين معزولين بدون كهرباء ولا اتصالات ومعتمدين على مؤن غذائية شحيحة، لكنّ السلطات أمّنت بعض الطرق لإجلائهم.

والخميس قال "أندرو كونستانس" وزير النقل في "نيو ساوث ويلز" إنّ عملية إخلاء المنطقة السياحية المحظورة ستكون "الأكبر على الإطلاق في المنطقة".

بدوره قال روب روجرز، نائب مفوّض دائرة الإطفاء في الولاية، إنّ فرق الإطفاء لم تتمكّن من إطفاء الحرائق المستعرة أو حتى السيطرة عليها.

ودمّرت الحرائق أكثر من 400 منزل في أستراليا خلال الأيام الأخيرة، وهو رقم مرشح للازدياد حالما تتمكن السلطات من دخول القرى الأكثر عزلةً، لتفقد الأضرار.

وتمت تعبئة قوارب وطائرات عسكرية وعناصر إغاثة من أجل إرسال المساعدات الإنسانية وتقييم الأضرار في المناطق الأكثر عزلةً.