الأحد 2020/05/31

عنف واعتقالات.. احتجاجات غاضبة تتوسع بعدة مدن أمريكية

فتحت السلطات الأمريكية تحقيقات في حوادث إطلاق نار متعددة، أدت إلى وفاة شخص، وإصابة أكثر من 13 ضابط أمن أثناء المظاهرات المنددة بوفاة جورج فلويد على يد شرطيين في ولاية مينيسوتا.

وأكد راندال تيلور، قائد شرطة مدينة إنديانابوليس، أن إطلاق النار تم في وقت متأخر من الليل، لكنه لم يقدم أي تفاصيل أخرى، كما أكدت الشركة أن الضباط لم يشاركوا في هذه الحادثة.

وقد تزايدت الاحتجاجات المتوترة على خلفية مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد، حيث تم اشعال النيران في مراكز وسيارات الشرطة، كما شهدت بعض المدن عمليات سرقة لمحلات وأسواق، واتهم المتظاهرون أشخاصاً "مدسوسين" بالقيام بها، وتزايدت التقارير عن وقوع إصابات من الشرطة والمحتجين في ليلة أخرى من الاضطرابات بعد أشهر من الإغلاق لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

الاحتجاجات بدأت في مينيابوليس بعد وفاة فلويد يوم الإثنين الماضي بعد أن ضغط ضابط شرطة بركبته على رقبته حتى توقف عن التنفس.

كما تظاهر عشرات الآلاف في جميع أنحاء البلاد، ولم يرتد عدد كبير منهم كمامات ولم يراعوا قواعد التباعد الاجتماعي، ما أثار مخاوف بين خبراء الصحة حول إمكانية انتشار الفيروس في وقت يشهد عملية إعادة فتح المجتمع والاقتصاد.

وبعد يوم الجمعة المضطرب، نظمت حشود متنوعة مظاهرات سلمية في الغالب بعشرات المدن، تحول بعضها لاحقاً إلى عمليات نهب وعنف كما حدث في الليلة الماضية. وأشعل متظاهرون النار داخل قاعة مدينة رينو، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين ردوا بالحجارة في مدينة فارغو بولاية داكوتا الشمالية، كما حطم متظاهرون نوافذ مقر الشرطة في ريتشموند بولاية فيرجينيا.

إصابة 13 ضابطاً:

وفي واشنطن، انتشر عناصر الحرس الوطني خارج البيت الأبيض، حيث كانت الحشود تهتف ضد ضباط إنفاذ القانون. وقفت القوات صفاً على بعد أمتار قليلة من الحشد، ما منعهم من المضي قدما حيث هبطت مروحية الرئيس دونالد ترامب، الذي أمضى معظم يوم السبت في فلوريدا لإطلاق صاروخ "سبيس إكس".

كما أصيب ما لا يقل عن 13 ضابطاً في فيلادلفيا، عندما تحولت الاحتجاجات السلمية إلى عنف وأضرمت النيران في أربع مركبات للشرطة على الأقل، وتم إشعال حرائق أخرى في جميع أنحاء وسط المدينة.

وفي "سولت ليك سيتي"، تحدى متظاهرون حظر التجوال، وانتشرت قوات الحرس الوطني بأمر من حاكم ولاية يوتا، وقلب المتظاهرون سيارة شرطة وأضرموا فيها النيران، وقالت الشرطة إن ستة أشخاص اعتقلوا، وأصيب ضابط بعد أن ضرب في رأسه بمضرب بيسبول.

أما في لوس انجلوس، فهتف متظاهرون "الحياة للسود" على بعد أمتار فقط من دروع الضباط، استخدمت الشرطة هراوات لإعادة الحشود، وأطلقت الرصاص المطاطي، واحترقت سيارة شرطة في أحد الشوارع هناك.

بينما اشتعلت المواجهات الخطيرة بشكل متكرر في مدينة نيويورك، حيث قام رجال شرطة باعتقالات.

بالعودة إلى مينيابوليس، المدينة التي بدأت فيها الاحتجاجات، تحركت الشرطة وعناصر الحرس الوطني بعد الساعة الثامنة مساءً بقليل مع بدء حظر التجوال لتفريق الاحتجاجات، حيث أطلقوا قنابل غاز ورصاصاً مطاطياً لتطهير الشوارع.

وجاء استعراض القوة هذا بعد ثلاثة أيام من تجنب الشرطة الدخول في مواجهات مع متظاهرين، وبعد إرسال أكثر من 4000 جندي من الحرس الوطني إلى مينيابوليس، وقالت السلطات إن العدد سيرتفع قريبًا إلى ما يقرب من 11000.

اعتقال 1300 شخص:

وقال تيم فالتس، حاكم ولاية مينيسوتا، "لم يعد الوضع في مينيابوليس متعلقاً بمقتل جورج فلويد بأي حال من الأحوال، الأمر يتعلق بمهاجمة المجتمع المدني، وغرس الخوف، وتعطيل مدننا العظيمة".

وأصبحت شوارع مينيابوليس أكثر هدوءًا بشكل مطّرد مع دخول الليل، وقال مفوض الشرطة بول شنيل إن التعامل الصارم سيستمر طالما سيؤدي إلى "تهدئة هذا الوضع".

وفرض حظر التجوال خلال الليل في أكثر من 12 مدينة رئيسية على الصعيد الوطني، بما في ذلك أتلانتا ودنفر ولوس أنجلوس ومينيابوليس وسياتل، واعتقل أكثر من 1300 شخص في 16 مدينة منذ الخميس الماضي، بينهم أكثر من 500 اعتقلوا يوم الجمعة لوس أنجلوس.

كما أثار ترامب الغضب على تويتر، قائلاً إنه إذا خرق المتظاهرون سور البيت الأبيض "سيكون في استقبالهم أكثر الكلاب شراسة، وأشد الأسلحة شؤماً على الإطلاق."