الأحد 2020/09/20

عشرات الآلاف يتحدّون بوتين في شوارع “بيلاروسيا”

تجمّع عشرات آلاف الأشخاص، اليوم الأحد في عاصمة بيلاروسيا "مينسك"، في تظاهرة جديدة احتجاجاً على إعادة انتخاب الرئيس "الكسندر لوكاشنكو"، رغم ضغوط قوات الأمن.

وسار المحتجون الذين ارتدوا ملابس بلوني المعارضة الأحمر والأبيض في جادة "المنتصرين"، وتوجّهوا بعد الظهر إلى المقر الرئاسي شمال غرب العاصمة.

ومنذ إعادة انتخاب "لوكاشنكو" في التاسع من آب/أغسطس، تنظم تظاهرات ضخمة غير مسبوقة كل أحد، للمطالبة برحيل الرئيس الذي يحكم البلاد منذ 26 عاماً، وردّد محتجون "ارحل!" و"انتهت اللعبة!".

وقال "فاليري كوبتسيفيتش" المتقاعد البالغ 72 من العمر: "سنتمكن من التخلص من لوكاشنكو اذا بقينا متحدين وحافظنا على الضغوط".

وطالت شعارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الداعم الرئيسي للوكاشنكو في الأزمة التي تهز بيلاروس منذ شهر ونصف شهر.

وقال مكسيم كاربوف وهو متظاهر في 33 من العمر: "بدأت أكره بوتين في حين كنت أدعمه سابقاً"، موضحاً أنه عمل في روسيا حيث لديه "الكثير من الأصدقاء".

وتجمع المتظاهرون رغم نشر مدرعات وشاحنات مجهزة بخراطيم المياه في مينسك وممارسة قوات مكافحة الشغب ضغوطاً.

وذكرت منظمة "فياسنا" التي تُعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان أن أكثر من 100 شخص اعتقلوا الأحد في بيلاروس على هامش تظاهرات المعارضة.

وأفادت المنظمة غير الحكومية أن 80 شخصاً على الأقل اعتُقلوا في مينسك و47 شخصاً على الأقل في مدن غرودنو وغوميل وبريست.

وفي بريست (جنوب غرب) استُخدم الغاز المسيل للدموع وألقى شرطي قنبلة صوتية لتفريق المحتجين بحسب وزارة الداخلية.

وكانت الشرطة فرقت السبت بالقوة مسيرة نسائية اعتُقلت خلالها 415 امرأة في مينسك بحسب الوزارة و15 في مدن أخرى، وذكر المصدر انه أُفرج عن معظمهن.

وأظهرت لقطات مصورة عناصر من الشرطة يقتادون بعنف متظاهرات إلى شاحنات للمساجين.

"تصعيد العنف":

وحذّر مجلس التنسيق المعارض من "مرحلة جديدة من تصعيد العنف ضد المتظاهرين السلميين".

واعتُقلت الناشطة نينا باغينسكايا (73 عاما)، التي أصبحت شخصية بارزة في الحراك ضد لوكاشنكو، وسرعان ما أطلق سراحها.

وفي مواجهة قمع الشرطة، نشرت قناة "نكستا" المعارضة عبر تطبيق تلغرام والتي تحظى بمتابعة واسعة، قائمة تضمّ أكثر من ألف شخص تم تقديمهم على أنهم عناصر من الشرطة البلاروسية.

ويحاول المتظاهرون أثناء الاحتجاجات نزع أقنعة عناصر الشرطة الذين يرتدون لباساً مدنياً من دون من أي بطاقة تُبرز هوياتهم.

وقالت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا، التي تؤكد فوزها في الانتخابات الرئاسية ولجأت إلى ليتوانيا، السبت أن "البيلاروسيين مستعدون لكشف هويات أولئك الذين يطيعون الأوامر المجرمة"، بحسب مكتبها الإعلامي.

ويرفض لوكاشنكو "رفضاً قاطعاً" الرضوخ، وقد طلب المساعدة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي تعهد تقديم دعم أمني إلى مينسك إذا لزم الأمر مع قرض بقيمة 1,5 مليار دولار.

ومن المقرر أن تلتقي تيخانوفسكايا الإثنين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل. وينوي الاتحاد فرض عقوبات على شخصيات بيلاروسية يعتبر أنها مسؤولة عن تزوير الانتخابات وقمع الشرطة للمتظاهرين.

واعتقل النظام البيلاروسي العديد من قادة مجلس تنسيق المعارضة الذي أسسته تيخانوفسكايا. واضطر آخرون إلى الفرار من البلاد.

ورفضت ماريا كوليسنيكوفا، إحدى أبرز حليفاتها، اقتيادها إلى خارج البلاد. وهي تقبع حالياً في السجن بتهمة "تعريض الأمن القومي للخطر".

وفي رسالة نشرتها الأحد وجهتها إلى أنصارها قالت: "لا تخافوا أن تكونوا أحراراً!".