الأحد 2020/09/06

عشرات آلاف المحتجين في بيلاروسيا يتظاهرون في مينسك ضد الرئيس لوكاشنكو

تظاهر الأحد عشرات الآلاف من الأشخاص مجددا في شوارع العاصمة البيلاروسية مينسك، تنديدا بإعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشنكو، الذي لا يزال يتمسك بنبرة تزداد تصلبا ولا يتراجع في مواجهة حركة الاحتجاج التاريخية، فيما يسعى إلى ضمان استمرار دعم روسيا الحليف التقليدي، التي هدد رئيسها بوتين بإرسال قواته في حال اندلاع عنف.

نزل عشرات آلاف الأشخاص مجددا إلى شوارع مينسك الأحد للتعبير عن معارضتهم لإعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشنكو الذي يتبنى لهجة تزداد تصلبا ولا يبدو أنه سيتراجع في مواجهة حركة احتجاج تاريخية في بيلاروسيا، ويسعى في الوقت نفسه للحصول على دعم موسكو.

وعلى الرغم من التعب والملل من رئيس دولة يرفض أي حوار، تتدفق حشود ترفع أعلام المعارضة من مختلف أحياء عاصمة بيلاروسيا إلى وسط المدينة، حيث نشرت قوات أمنية كبيرة مزودة بخراطيم مياه وآليات مصفحة، وكذلك قوات للجيش حول العديد من المباني المهمة.

كما أغلقت السلطات محطات المترو بأسلاك شائكة لكن ذلك لم يمنع المجموعات الأولى من المتظاهرين من التوجه إلى وسط العاصمة.

في المقابل، يسعى الرئيس لوكاشنكو الذي يتحدث عن "مؤامرة غربية" للحصول على دعم موسكو، التي تبدو مستعدة لتقديمه كما أظهرت زيارة رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إلى مينسك هذا الأسبوع.

ويظهر الرئيس البالغ من العمر 66 عاما باستمرار حاملا رشاش كلاشنيكوف في يده. وهو يواصل التنديد بمظاهرات من وصفهم بـ"الجرذان" داعيا روسيا إلى مساعدته.

وشهد الأسبوع الجاري ردا قاسيا على مسيرات الطلاب، فمنذ بداية العام الدراسي في الأول من سبتمبر/أيلول، أضرب هؤلاء وقاموا بعدة تحركات للتنديد بسلطة لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ 26 عاما.

وقد اعتقل عشرات منهم، في رد قمعي طال أيضا الصحافيين الذين اعتقل نحو عشرين منهم. وفي هذا السياق، قالت وزارة الداخلية إن نحو أربعة آلاف شخص خرجوا في مسيرة في شوارع مينسك السبت وتم توقيف 91 شخصا.

كما صرحت زعيمة المعارضة سفيتلانا تيخانوفسكايا اللاجئة في ليتوانيا في رسالة فيديو قصيرة "تذكروا أننا أقوياء طالما أننا متحدون".

وكل يوم أحد، يتجمع البيلاروسيون بناء على دعوة من تيخانوفسكايا منذ إعلان نتائج الانتخابات، للتعبير عن معارضتهم للوكاشينكو. وقد شارك في هذه المظاهرات أكثر من مئة ألف شخص وهو رقم قياسي في تاريخ البلاد.

من جهتها، عززت موسكو التي نددت بـ"التدخل الغربي" منذ بداية الأزمة دعمها عبر زيارة إلى مينسك الخميس لميخائيل ميشوستين، الذي لم يدل بأي تصريحات مهمة لكنه قام بذلك بأول زيارة لمسؤول بهذا المستوى منذ بداية الأزمة.

ووعد فلاديمير بوتين بإرسال قوات روسية إلى بيلاروسيا إذا تحول النزاع إلى عنف، بينما يبدو أن لوكاشنكو مستعد لفعل أي شيء لإرضاء الجارة روسيا وهو حليفها القريب منذ سنوات، لكنه متقلب بين فترات تقارب وأخرى أدان فيها النزعة التوسعية الروسية.

وقد أكد خلال لقائه ميشوستين أن أجهزته اعترضت اتصالا بين برلين ووارسو يثبت أن تسمم المعارض الروسي أليكسي نافالني الذي تم نقله إلى المستشفى في برلين، كان "تزويرا" غربيا تم تدبيره لردع موسكو عن التدخل في بيلاروسيا.

وبث التلفزيون البيلاروسي مساء الجمعة تسجيلا مدته أقل من دقيقة باللغة الإنكليزية لكنه مدبلج باللغة الروسية. ويتحدث رجل قدم على أنه بولندي يدعى مايك، مع آخر ألماني يدعى نيك. ويؤكد الأول أن "كل شيء يسير حسب الخطة والمستندات المتعلقة بنافالني جاهزة ". ويضيف الثاني "يجب أن نمنع بوتين من التدخل في الشؤون البيلاروسية".

وتناول مستخدمو الإنترنت في بيلاروسيا وفي روسيا أيضا بسخرية هذا التسجيل الذي لم يقنعهم محتوى الحوار، فيه بينما التزمت موسكو الصمت حيال كشف هذه "الأسرار".