الجمعة 2018/12/28

صحف بريطانية: ترامب سيواجه حسابه في 2019

شبّهت افتتاحية "فايننشال تايمز" البريطانية فترة رئاسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمباراة لكرة القدم من شوطين؛ موضّحة أنه حاول في الشوط الأول منها أن يترك بصمته في واشنطن ويُفعّل ما وعد به في حملته الانتخابية، لكن إعادة الانتخاب باتت هدفه الأساسي في الشوط الثاني.

من جانبها وضعت صحيفة الغارديان البريطانية عنواناً في ذات السياق قائلةً: إن "ترامب سيواجه الحساب في عام 2019، وليس من طبعه أن يمضي بهدوء".

واعتبرت "فايننشال تايمز" أن فترة رئاسة ترامب كانت "مشهد فرجة صارخاً قد يقود بسهولة إلى سحب الثقة منه في الأشهر المقبلة، أو استقالته مقابل ضمان الحصانة من الملاحقة القضائية، بدلاً من إعادة انتخابه في عام 2020".

وذكرت الصحيفة أن أمريكا تعيش حالة مخاض يكتنفها الكثير من الشك وعدم اليقين بشأن تصوّر المستقبل؛ مع سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، واقتراب تحقيق روبرت مولر في التدخّل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية من نهايته، ما يجعل ما تبقّى من سنوات ترامب عرضة للتبخّر.

وأشارت الصحيفة إلى أن نقطة التحوّل الكبرى كانت ما تسميه "الموجة الزرقاء" للديمقراطيين، في نوفمبر الماضي؛ إذ لم يستطع ترامب أن يمنع هزيمة الجمهوريين في مجلس النواب، وألقى باللائمة على الجميع إلا نفسه، وقد قلّلت هذه الهزيمة بشدة من قدرته على ترهيب الأصدقاء والخصوم كذلك.

ورأت التايمز أن خشية الجمهوريين من الهزيمة في عام 2020 جعلتهم يبدؤون بالوقوف في طريق ترامب بطريقة حادّة لم تشهدها السنتان الأوليان من رئاسته؛ إذ انتقدوا قراره، الأسبوع الماضي، سحب القوات الأمريكية من سوريا وتخفيض الوجود الأمريكي في أفغانستان.

وجاءت استقالة وزير الدفاع، جيمس ماتيس، الذي تصفه الصحيفة بأنه أحد الشخصيات القليلة في الإدارة الأمريكية التي تحظى بثقة حلفاء الولايات المتحدة، في هذا السياق. كما تخلّوا أيضاً عن دعم القتال من أجل ضمان تمويل الجدار الذي اقترح ترامب بناءه على الحدود مع المكسيك.

وأضافت أن أكبر التحديات التي ستواجه ترامب تتمثّل في توجه الديمقراطيين لمنح سلطات كبيرة لرئاسات اللجان البرلمانية، وهذا ما سيسمح لها بإصدار مذكّرات استدعاء، ومن ضمنها ما يتعلّق بسجلّ ترامب الضريبي، وإعطاء الحصانة للشهود، وتنظيم جلسات استماع في قضايا الفساد بشكل علني، فهم -بحسب تعبير الصحيفة- يعتزمون استخدام سلطاتهم إلى أقصاها.

وبحسب الصحيفة، فتحقيق مولر قد اقترب من هدفه، وهو يستعدّ لإصدار لائحة اتهام قد تطول نجل الرئيس، وصهره جاريد كوشنر.

وتخلص الصحيفة إلى المقارنة بين وضع ترامب ووضع الرئيس ريتشارد نيكسون؛ الذي تقدّم باستقالته في أعقاب فضيحة "ووترغيت"، لكنها تستدرك بالقول إن ترامب ليس من النوع الذي يمضي بهدوء.

هزة كبيرة في النظام الأمريكي

وفي حين أن الغارديان اعتبرت أن عامين من رئاسة ترامب قد أحدثا هزة كبيرة في النظام الأمريكي، بيد أنه سرعان ما سيُقنع الكثيرون أنفسهم بأن هذا النظام سيجد السبل للالتفاف على الخطر الذي يمثّله ترامب عليه.

وأوضحت الصحيفة أن ثمة الكثير من الحديث عن أن الإدارة ستسعى إلى حماية القيم والمصالح والتحالفات الأمريكية من المتطفّل عليها، بحسب تعبير الصحيفة، كما أن بورصة "وول ستريت"، والأسواق المالية، ستتّخذ مدخلاً مشابهاً لضمان عدم السماح للرئيس باتخاذ سياسات تؤثّر في أسعار الأسهم وأرباح الشركات.

وأكدت الصحيفة أنه بعد الانسحابات من إدارة ترامب، التي كان آخرها وزير الدفاع ماتيس، بات من الواضح أن الأسواق المالية قد أخطأت في تعاملها مع ترامب؛ إذ هاجم البيت الأبيض، لأيام، البنك المركزي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، وعندما انخفضت مؤشرات الأسواق المالية سارع إلى تطمينها بأن جيروم باول، محافظ البنك الفيدرالي الأمريكي، باقٍ في منصبه.

وقد تعافت الأسواق في "وول ستريت" بنحو ألف نقطة، الأربعاء، بعد انخفاض 600 نقطة إضافية في مؤشر داو جونز، عشية أعياد الميلاد.

بيد أن مؤشر "داو جونز" ما زال منخفضاً بأكثر من ثلاثة آلاف نقطة، خلال هذا الشهر، وسط تواصل الاضطراب في الأسواق.

وخلصت الصحيفة إلى أن ترامب يواجه الآن الذروة في تحقيق مولر، وبدءاً من الأسبوع المقبل سيواجه هيمنة الديمقراطيين على مجلس النواب، ويمكن لهذين العاملين وضع الرئيس تحت ضغط قانوني وسياسي.